أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أنّ الفلسطينيين ثابتون في أرضهم، وسيقاومون وسيصمدون من أجل ترسيخ حقهم بتجسيد دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمة لها.
كلام المالكي جاء ردًا على اقتراح إسرائيلي بتوطين أهالي غزة على جزيرة صناعية قبالة البحر المتوسط، كبديل لحل الدولتين.
يأتي ذلك، بينما عقد الاتحاد الأوروبي اجتماعًا لوزراء خارجية دوله الـ27 مع وزيري الخارجية الإسرائيلي والفلسطيني في مهمة يتصدّر أجندتها حل الدولتين، رغم تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّه "يعارض إقامة دولة فلسطينية".
"فلسطين لنا"
وشدّد المالكي في مؤتمر صحافي من بروكسل على أنّ الفلسطينيين ثابتون في أرضهم، ومن يقترح إنشاء جزيرة يذهب إليها.
وقال: "نحن أصحاب الأرض وفلسطين لنا، ولن نسمح لأي جهة أيًا كانت بأنّ تفكر عكس ذلك".
وأضاف المالكي: "لن نقبل من الاتحاد الأوروبي بأقلّ من إدانة تصريحات نتنياهو، وفرض عقوبات عليه وعلى كل من يقف ضد فرص حلّ الدولتين وفرض السلام في المنطقة".
ماذا يتضمن المقترح الإسرائيلي؟
وخلال اجتماعه مع وزراء أوروبيين في بروكسل، عرض وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فكرة "إقامة وطن بديل للفلسطينيين على جزيرة صناعية" في البحر المتوسط.
وأفاد مراسل "العربي" في تل أبيب أحمد دراوشة بأنّ المقترح الإسرائيلي يتضمّن إنشاء جزيرة صناعية قبالة قطاع غزة، تكون مقرًا لمحطتين لتوليد الكهرباء وتحلية مياء البحر، وميناء لقطاع غزة.
ويعود الاقتراح إلى سنوات سابقة، حيث طُرحت لأول مرة عام 2011، حيث كشفت إسرائيل أنّها تدرس بناء جزيرة صناعية بها موانئ بحرية وجوية قبالة قطاع غزة المحاصر كحلّ طويل الأجل لشحن البضائع إلى القطاع.
وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنّ المقترح الإسرائيلي أثار استياءً واسعًا في أوساط وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وانتقادات من دول عدة.
وذكرت الصحيفة أنّ كاتس قدّم مقطع فيديو حول هذه الخطوة التي وضعها قبل عدة سنوات عندما كان وزيرًا للنقل.
وقبيل بدء الاجتماع، شدّد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على ضرورة التمسّك بحل الدولتين في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن "حل بديلًا".
وقال بوريل للصحافيين: "من الآن فصاعدًا لن أتحدث عن عملية السلام، ولكنني أريد عملية حل الدولتين".
وإذ أشار إلى أنّ "السلام والاستقرار لا يمكن تحقيقهما بالوسائل العسكرية فقط"، سأل بوريل: "ما هي الحلول الأخرى التي يفكّرون بها (الإسرائيليون)؟ دفع جميع الفلسطينيين للمغادرة؟ قتلهم؟".
بدوره، أشار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى وجود "حراك دولي مهم حول حل الدولتين"، مضيفًا أنّ على العالم ألا يلتفت إلى موقف نتنياهو وحكومته الرافض لحل الدولتين، بل أن يعمل على إنهاء الاحتلال، والاعتراف بدولة فلسطين بشكل ثنائي، والتصويت من أجل أن تكون فلسطين دولة عضوًا في الأمم المتحدة.
من جهته، دعا مجلس الجامعة العربية، في ختام أعمال الدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم الإثنين، الولايات المتحدة إلى تبنّي موقف يدعو إلى وقف كامل ومستدام لإطلاق النار وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني وإنسحابها من قطاع غزة ورفع الحصار عنه، ولجم مخططاتها ومساعيها الرامية إلى التهجير القسري.