الأربعاء 30 أكتوبر / October 2024

وسيلة نقل بدائية تصبح الأكثر رواجًا في غزة.. تعرّفوا إلى "الكارو"

وسيلة نقل بدائية تصبح الأكثر رواجًا في غزة.. تعرّفوا إلى "الكارو"

شارك القصة

باتت "الكارو" وسيلة النقل الأكثر شيوعا في غزةمع بداية الحرب وشح الوقود
باتت "الكارو" وسيلة النقل الأكثر رواجًا في غزة في ظلّ الحرب الإسرائيلية وشح الوقود - غيتي
على بساطتها، أصبحت "الكارو" مطلوبة جدًا بين أغلب العائلات في قطاع غزة، فطيلة أيام الحرب المرهقة والصعبة كانت تمثل أفضل الحلول لنقل وإجلاء المصابين.

استعاد الفلسطينيون في قطاع غزة، بعضًا من الوسائل البدائية للنقل، ومنها "الكارو"، في ظل أزمة شح الوقود التي يعاني منها القطاع المحاصر، منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. 

وبدأ المئات في غزة، يستخدمون عربات "الكارو" التي تُعَدّ بدائيّة، بديلاً عن المركبات الحديثة لنقل الأشخاص والبضائع، في ظل شح الوقود، إذ باتت "الكارو" وسيلة النقل الوحيدة الأكثر رواجًا اليوم في قطاع غزة.

وأضحت عربة النقل البدائية هذه، ورغم بطئها في الوصول إلى المكان المقصود، عملة نادرة، حيث يُعتبرَ من يمتلك هذه العربة في غزة اليوم شخصًا محظوظًا بلا شك. 

البحث عن دواب

ويروي أحد الذين يمتلكون "الكارو" في غزة، كيف دفع العدوان الغزيين لاستعمالها، مشيرًا إلى أنّ الموظفين الرسميين وأصحاب العمل الذين كانوا يمتلكون سيارات جيدة، "باتوا يفتشون عن حمار لاستعماله في جر الكارو". 

ويضيف مالك "الكارو"، أنه ورغم ذلك فإن الأمر ليس بسهل، إذ ارتفعت أسعار العلف للحمير التي تقود "الكارو"، وبلغ سعر الرطل 40 شيكل بعد أن كان لا يتجاوز 24 شيكل، ولا "بديل اليوم عن الحمير او الأحصنة لجر الكارو، بعد أن أصبحت الوسيلة الوحيدة للتنقل هنا". 

ولا يمكن لأحد الاستغناء عن تلك العربات التي تجوب شوارع مدينة رفح يوميًا، لتنقل عددًا كبيرًا من  النازحين والباحثين عن احتياجاتهم  وسط مصاعب من نفاد الوقود. 

وقال أحد الفلسطينيين خلال حديث مع العربي: "أي حصان يموت أو يصاب، باتت خسارته كخسارة بشرية، فالدابة هنا هي من تقوم بنقل المرضى، والعجزة، ولا مكان الآن للسيارات". 

وعلى بساطتها، فإن خدمات "الكارو" مطلوبة جدًا بين أغلب العائلات في القطاع، فطيلة أيام الحرب المرهقة والصعبة كانت تمثل أفضل الحلول لنقل وإجلاء المصابين.

"زمن الكارو"

ويرغب الكثيرون في غزة بامتلاك "كارو"، لكن آخرين مجبرون على إيجار هذه العربات، رغم ارتفاع تكلفتها عشرات المرات، وهي تكلفة تتفاوت حسب المسافات، وعدد الركاب وحجم المواد المراد نقلها، فضلًا عن النقص الفادح في الشعير، والتبن، لإطعام الحيوانات التي تجرها. 

ويقول صاحب محل إطارات لـ"العربي" إن عدد هذه العربات بات أكثر بكثير من السيارات، ويضيف:" كنت أصلح إطارات السيارات بمعدل 4 إلى 5 سيارات في اليوم الواحد، أما اليوم فأنا أعمل في إصلاح 30 إلى 40 عربة كارو يوميًا". 

وتعكس أزمة النقل هذه، حجم الأزمة الإنسانية التي لم يسبق لها مثيل في قطاع غزة، حيث لا تزال آلة الاحتلال تفتك بشعب أعزل وتحاصره، وهو يحاول إيجاد متنفس للحياة من ثقوب المعاناة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close