استنكرت بغداد اليوم الأربعاء الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع تسيطر عليها فصائل مسلحة موالية لإيران ووصفتها بأنها "تصعيد غير مسؤول".
فقد أدانت رئاسة مجلس النواب العراقي "الاعتداء" الأميركي على المقرات الأمنية في محافظتي بابل والأنبار. وقالت رئاسة مجلس النواب في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إنها "تدين الاعتداء الأميركي على المقرات الأمنية في بابل والأنبار".
قتيل وجرحى في القائم
وبحسب مصادر عراقية، فقد استهدفت الضربات ليلًا كتائب حزب الله، وهو أحد فصائل قوات الحشد الشعبي، في منطقة جرف الصخر الواقعة على بعد حوالي ستين كيلومترًا جنوب بغداد، وكذلك في منطقة القائم على الحدود مع سوريا.
وأسفرت الضربات التي شهدتها منطقة القائم عن سقوط قتيل وجرح آخرين، بحسب بيان للحشد الشعبي. وقال مسؤول في وزارة الداخلية ومصدر في الحشد الشعبي إن شخصين قتلا وآخرين جرحا.
تجاوز لسيادة العراق
وحذر اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية من أن "هذا الفعل المرفوض، يقوّض سنوات من التعاون.. ويؤدي إلى تصعيد غير مسؤول، في وقت تعاني منه المنطقة من خطر اتساع الصراع، وتداعيات العدوان على غزّة".
كما استنكر المتحدث الضربات واعتبرها "تجاوزًا لسيادة العراق بشكل سافر".
ومن جانبه، اعتبر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أن الضربات الأميركية الأخيرة "لا تساعد على التهدئة"، منددًا بـ"اعتداء صارخ للسيادة العراقية".
وقال: "على الجانب الأميركي الضغط لإيقاف استمرار العدوان على غزة بدلاً من استهداف وقصف مقرات مؤسسة وطنية عراقية".
هجمات ردًا على استهداف قوات أميركية
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت مسؤوليتها عن الضربات التي تأتي مع استمرار التوتر جراء تداعيات الحرب على غزة. .
وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان أنّ القوات الأميركية استهدفت منشآت في العراق تستخدمها فصائل مسلّحة مدعومة من إيران، وذلك ردًّا على هجمات استهدفت عسكريين أميركيين في كلّ من العراق وسوريا.
وقال: "لا نريد تصعيد الصراع في المنطقة"، مع التحذير بأن واشنطن "مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية لحماية" الأفراد الأميركيين.
وأضاف الوزير الأميركي أن هذه الضربات هي "رد مباشر" على سلسلة من الهجمات التي نفذتها "ميليشيات ترعاها إيران" ضد الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم "الدولة" في العراق وسوريا.
كما أشارت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) إلى أن الضربات استهدفت مواقع ومستودعات تستخدمها كتائب حزب الله وكذلك قواعد تدريب تستخدم لإطلاق "الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة".
150 هجومًا على القوات الأميركية وقوات التحالف
ومنذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول تعرّضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 150 هجومًا، وفقًا للبنتاغون.
وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" وهي شبكة من الفصائل المسلحة الموالية لايران، مسؤوليتها عن تلك الهجمات. وتم استهداف كتائب حزب الله التي تصنفها واشنطن "إرهابية" بضربات متكررة خلال الأسابيع الأخيرة.
ومساء الثلاثاء تعرضت قاعدة عين الأسد في غرب العراق، إلى هجوم ب"طائرات مسيرة" استهدف قوات التحالف الدولي المتمركزة في القاعدة ما أدى إلى "إصابات وأضرار"، وفق مسؤول عسكري أميركي. وكانت هذه القاعدة قد استهدفت بصواريخ بالستية، السبت أيضًا.
وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 آخرين في سوريا، وذلك في إطار مكافحة تنظيم "الدولة" ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام 2014.
ويدفع التوتر، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، للتحرك بتوازن دقيق في ظل مساعيه للحفاظ على العلاقات الإستراتيجية بين بغداد وواشنطن.
ودعا السوداني عدة مرات إلى انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، معتبرًا أن إنهاء مهمة هذه القوات الأجنبية يشكل "ضرورة لأمن واستقرار" بلاده.