يقود أكثر من ألف قسٍ أميركي حملة في الولايات المتحدة للضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
فمع اقتراب دخول العدوان على غزة شهره الخامس، كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن ائتلافًا من الزعماء الدينيين السود يمثل مئات آلاف الأميركيين عبّر عن غضبه من موقف بايدن الذي يدعم دون قيد أو شرط حربًا حصدت أرواح عشرات آلاف الفلسطينيين.
"ليست قضية هامشية"
ومن بين هؤلاء القساوسة مايكل ماكبرايد، راعي كنيسة "الطريق" في كاليفورنيا، الذي أكّد لصحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأحد الفائت أن هذه "ليست قضية هامشية" وأن العديد منهم "يشعرون أن هذه الإدارة قد ضلّت طريقها".
ونظم هذا الائتلاف حملة ضغط شملت اجتماعات مع مسؤولي البيت الأبيض، ورسائل مفتوحة وإعلانات تطالب بالضغط على إسرائيل لوقف حربها على قطاع غزة، بحسب ما نقلت الصحيفة الأميركية.
كما نقل هؤلاء القساوسة تحذيرًا سياسيًا شديد اللهجة لرئيس الولايات المتحدة الأميركية، بشأن خسارته المحتملة لأصوات ملايين الناخبين السود لا سيما في الولايات التي تعدّ بأنها "متأرجحة".
في هذا الصدد، يوضح القس تيموثي ماكدونالد كبير قساوسة الكنيسة المعمدانية الأولى في أتلانتا أنهم يشعرون بالخوف من إعادة انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، كاشفًا أنهم "تحدثوا إلى المسؤولين بشأن ذلك".
وأضاف ماكدونالد في حديثه مع "نيويورك تايمز": "سيكون من الصعب للغاية إقناع الناخبين السود بالعودة إلى صناديق الاقتراع والتصويت لصالح بايدن".
تصاعد تحركات الكنائس
وتعكس تحركات الكنائس المتصاعدة في الولايات المتحدة الأميركية شعورًا قويًا بالتضامن بين الأميركيين السود والفلسطينيين، وهو ما أثّر بدوره على تشكيل الرأي العام منذ بدء الحرب.
وتشرح منسقة "شبكة رجال الدين السود" باربرا ويليامز سكينر، أن رجال الدين السود يرون أن الحرب والنزعة العسكرية والفقر والعنصرية مرتبطة جميعها، لافتةً إلى أن "الحرب في غزة أثارت نوعًا من القلق العميق بين السود لم أره منذ حركة الحقوق المدنية".
ويأمل بعض القساوسة السود أن يتغير موقف جو بايدن قبل الانتخابات الرئاسية المقررة هذا العام لاستعادة ثقة الناخبين السود، بينما يفكّر آخرون في حجب دعم كنائس السود لحملة بايدن حتى تلتزم إدارته بوقف إطلاق النار في غزة.