كشفت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الأربعاء، عن خطة إسرائيلية من ثلاث مراحل لـ"اليوم التالي" للحرب المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وسبق أن امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نقاش خطط "اليوم التالي" للحرب، مدعيًا أنّ المطلوب من إسرائيل هو التركيز على الحرب نفسها.
واعتبرت الصحيفة أنّ الخطة "ذات المراحل المتعدّدة التي صاغها مجموعة من رجال الأعمال لمستقبل قطاع غزة، هي بالون اختبار من نتنياهو".
وأوضحت أنّ "المرحلة الأولى تقضي بإنشاء إدارة عسكرية إسرائيلية كاملة في غزة، والتي ستُدير نقل المساعدات الإنسانية وتتولّى مسؤولية رعاية السكان المدنيين في غزة خلال المرحلة الانتقالية".
اتفاق تطبيع إقليمي
وأضافت أنّه في المرحلة الثانية التي يتزامن تنفيذها مع المرحلة الأولى، سيتمّ "إنشاء تحالف دولي للدول العربية تشارك فيه السعودية ومصر والمغرب والإمارات والبحرين ودول أخرى".
ولم يصدر تعليق فوري من الدول العربية المذكورة على ما أوردته الصحيفة العبرية.
وأشارت "معاريف" إلى أنّ "هذا التحالف سيكون جزءًا من اتفاق التطبيع الإقليمي الذي سيتمّ توقيعه لاحقًا، وسيقف وراء إنشاء هيئة جديدة تُسمّى السلطة الفلسطينية الجديدة".
وذكرت أنّ "السلطة الفلسطينية الجديدة ستضمّ مسؤولين لا يرتبطون بحماس، ولا يرتبطون بشكل مباشر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسوف يتسلمون من إسرائيل المسؤولية عن غزة، وبالتالي سيتم إلغاء الحكومة العسكرية أيضًا".
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل "ستحتفظ بالحقّ في التصرّف على المستوى الأمني في غزة، بالطريقة التي تعمل بها في الضفة الغربية، كلما نشأت احتياجات عملياتية لإحباط عمليات".
دولة فلسطينية منزوعة السلاح
أما فيما يتعلّق بالمرحلة الثالثة، فأوضحت الصحيفة "أنّها لن تحدث إلا بعد استقرار قطاع غزة ونجاح السلطة الفلسطينية الجديدة، وسيتمّ تنفيذ إصلاح شامل أيضًا في عمل السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية بما في ذلك منهاج النظام التعليم الفلسطيني".
وقالت: "إذا سارت هذه المرحلة أيضًا على ما يرام، وضمن جدول زمني سيتمّ تحديده مسبقًا من سنتين إلى أربع سنوات، فإن إسرائيل ستُوافق على الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح في أراضي السلطة الفلسطينية، بل وستناقش إمكانية نقل مناطق إضافية لا تتطلّب إخلاء المستوطنات، إلى تلك الدولة".
ووفقًا للصحيفة فقد "صيغت هذه الخطة سرًا في إسرائيل من قبل هيئة تضمّ مجموعة من رجال الأعمال، كما تمّ عرضها على المسؤولين الأميركيين الرسميين"، مضيفة أنّ من بين رجال الأعمال هؤلاء بعض المقرّبين من نتنياهو، وأحدهم صديق مقرّب حقيقي.
خطة سرية وبالون اختبار
واعتبرت الصحيفة أن "هذا هو بالون نتنياهو التجريبي الذي يتوافق مع المبادرة الأميركية للتسوية الشاملة للشرق الأوسط".
وقالت: "لا يُجري نتنياهو هذه الاتصالات بشكل مباشر، ولكن فقط من خلال صديقه المقرّب وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، لكنّه يروّج للأفكار ويتلاعب بها بطريقة يمكنه دائمًا إنكار وجود صلة مباشرة بها".
وأوضحت "معاريف" أنه "بالإضافة إلى هذه الخطة، يعملون في إسرائيل في الوقت ذاته على عدة برامج أخرى لليوم التالي للحرب على غزة".
وقالت: "هناك مقر عمل لدى منسق عمليات الجيش الإسرائيلي في المناطق (الأراضي الفلسطينية) العقيد غسان عليان، والجيش الإسرائيلي يعمل على خطته الخاصة، كما يقوم جهاز الأمن العام ’الشاباك’ بإعداد توصيات لخطة مفصلة لليوم التالي".
وأضافت الصحيفة: "خطة رجال الأعمال هي الخطة الحقيقية التي يفكر فيها رئيس الوزراء نتنياهو". ولم تُصدر السلطات في تل أبيب تعليقًا رسميًا فوريًا.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت الولايات المتحدة مرارًا رفضها إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، أو إقامة مستوطنات فيه، أو تهجير سكانه.