في اليوم الـ117 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تكشّفت المزيد من مجازر الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب 16 مجزرة خلال الساعات الـ24 الماضية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 150 شهيدًا وما يزيد عن 313 جريحًا.
وخاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في محاور عدة، بينما لا يزال جيش الاحتلال يُحاصر مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
تحذير أممي من إيقاف تمويل الأونروا
وعُثر على 30 معتقلًا فلسطينيًا في مقبرة جماعية في بيت لاهيا، مكبّلي الأيدي ومعصوبي الأعين، في دليل على أنّ قوات الاحتلال أعدمتهم.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى ما لا يقلّ عن 26900 شهيد و65949 مصابًا.
وبينما تواترت التحذيرات الأممية من التداعيات الكارثية لوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تدرس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مقترح اتفاق يشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار على مراحل.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن هدف بلاده إنهاء المحادثات وجهود الوساطة بين "حماس" وإسرائيل بأقرب وقت ووضع حد للحرب على غزة وإعادة المحتجزين.
وأبدى أمله في "ألا يحدث أي أمر يؤدي إلى تقويض جهودنا، أو يُعرّض العملية للخطر".
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال مقتل 4 من جنوده بينهم ضابطين أحدهم من نخبة الجيش، وإصابة 4 بجروح خطيرة خلال المعارك في شمال وجنوب قطاع غزة.
وللمرة الأولى، أقرّ جيش الاحتلال باستخدام مضخّات المياه لإغراق أنفاق غزة، لكنّ إذاعة جيش الاحتلال أشارت إلى أنّ نظام "أتلانتس" لإغراق الأنفاق بمياه البحر، لم يدمر سوى بضعة كيلومترات منها في قطاع غزة.
إنسانيًا، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إنّ الوصول إلى المياه النظيفة في قطاع غزة "بات مسألة حياة أو موت".
وبينما دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الدول التي علقت تمويلها لوكالة "الأونروا" إلى التراجع عن قرارها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن وقف التمويل للوكالة سيكون له "عواقب كارثية" على سكان قطاع غزة الذي دمرته الحرب.
كما أعلنت الأمم المتحدة أنّ الحرب الإسرائيلية على غزة دمّرت قرابة نصف المباني في القطاع وحوّلته إلى مكان "غير صالح للعيش".
وطالبت وزارة الصحة في غزة الأربعاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة بحماية مستشفيات خانيونس والمتواجدين فيها وتوفير الطعام والاحتياجات الطارئة.
تصاعد الاشتباكات في جبهة لبنان
وفي الضفة الغربية، شنّت قوات الاحتلال عمليات مداهمة واعتقالات في مناطق متفرقة، من نابلس وبيت لحم. وارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى 6420 منذ 7 أكتوبر.
وشهدت جبهة لبنان تصاعدًا للعمليات العسكرية بين الطرفين، حيث نفّذ "حزب الله" 7 عمليات ضد قوات الاحتلال، حيث أعلن في بيانات منفصلة استهداف موقع جل العلام بصاروخ "فلق 1"، ومستعمرة المنارة الإسرائيلية بالأسلحة المناسبة، ومبنى يتموضع بداخله جنود الاحتلال في مستعمرة المطلة، ودبابة ميركافا في موقع بياض بليدا، وتجمّع للجنود في محيط ثكنة ميتات، والتجهيزات التجسسيّة بموقع حانيتا بالأسلحة المناسبة، وتجمع للجنود في تلة الطيحات بالأسلحة الصاروخية، وتحقيق إصابات مباشرة.
في المقابل، شنّ جيش الاحتلال غارات على بلدات حدودية عدة، ما أدى إلى سقوط شهيد في غارة على منزل في بيت ليف. كما استهدف الاحتلال سيارة إسعاف في غارة جوية على بلدة بليدا من دون وقوع ضحايا. بينما لحقت أضرار مادية بمركز للجيش اللبناني جراء قصف على بلدة الضهيرة في القطاع الغربي.
من جهتهم، أعلن الحوثيون إطلاق صواريخ على السفينة الحربية الأميركية "غريفلي" والتجارية "كول" في البحر الأحمر، ردًا على غارات جوية أميركية- بريطانية على محافظة صعدة.
بينما أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" إسقاط صاروخ "كروز" مضاد للسفن في البحر الأحمر، أُطلق من مناطق تسيطر عليها الجماعة في اليمن.
سياسيًا، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إنّ الولايات المتحدة أثارت مع إسرائيل مسألة إنشاء "منطقة عازلة" في قطاع غزة، مضيفًا أنّ واشنطن تُعارض أي تقليص لمساحة أراضي القطاع.
وطالب أعضاء مجلس الأمن الدولي بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل، بسبب تدهور الوضع الإنساني في القطاع.