الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مخاوف دولية من الهجوم على رفح.. ذكريات النكبة تُطارد الفلسطينيين

مخاوف دولية من الهجوم على رفح.. ذكريات النكبة تُطارد الفلسطينيين

شارك القصة

يتكدّس نحو 1.5 مليون فلسطيني في رفح
يتكدّس نحو 1.5 مليون فلسطيني في رفح - رويترز
أعاد القصف الإسرائيلي على رفح إلى ذاكرة الفلسطينيين أشباح نكبة عام 1948، وطرد 700 ألف من منازلهم.

تُثير خطط إسرائيل للهجوم على رفح التي تُؤوي أكثر من نصف سكان غزة، مخاوف دولية من احتمال تفاقم الأزمة الإنسانية المتردية أصلًا ودفع الفلسطينيين إلى الفرار عبر الحدود إلى مصر، واحتمال طردهم من القطاع تمامًا.

وأذكت المخاوف تقارير تُفيد بأنّ مصر تستعدّ لاحتمال حدوث نزوح جماعي، حيث بدأت تجهيز منطقة صحراوية ببعض المرافق الأساسية التي يُمكن استخدامها لإيواء الفلسطينيين.

ونفت مصر قيامها بأي استعدادات كهذه.

"النكبة" تُطارد الفلسطينيين

لطالما طاردت النكبة الفلسطينيين، وأعاد القصف على رفح إلى ذاكرتهم أشباح طرد 700 ألف من منازلهم عام 1948.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شنّت إسرائيل حربًا غير مسبوقة على قطاع غزة، ما أدى إلى تدمير المناطق الحضرية في جميع أنحاء القطاع. ويقول فلسطينيون ومسؤولو الأمم المتحدة إنّه لم تعد هناك أي مناطق آمنة داخل غزة يُمكن اتخاذها مأوى.

وقالت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا": إنّ نحو 1.5 مليون شخص يتكدّسون في رفح، أي ستة أمثال العدد الذي كان يقطن المدينة قبل السابع من أكتوبر.

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، نزح نحو 85% من 2.3 مليون نسمة يقطنون قطاع غزة، من منازلهم وهم الآن مكدّسون في منطقة أصغر مساحة بالقرب من الحدود.

وفي الصراعات والاشتباكات مع إسرائيل في السنوات الماضية، لم يشهد قطاع غزة فرارًا جماعيًا عبر الحدود.

تقويض "حل الدولتين"

يقول كثير من الفلسطينيين داخل غزة إنّهم لن يغادروا حتى لو أُتيحت لهم الفرصة، لأنّهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى نزوح دائم آخر في تكرار لما حدث عام 1948. وفي الوقت نفسه، تُحكم مصر إغلاق حدودها باستثناء السماح لبضعة آلاف من الأجانب ومزدوجي الجنسية وعدد قليل آخر بمغادرة قطاع غزة.

وتعارض مصر ودول عربية أخرى بشدة أي محاولة لدفع الفلسطينيين عبر الحدود.

منذ الأيام الأولى للحرب المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر، شدّدت الحكومات العربية على أنّه يجب عدم طرد الفلسطينيين من الأراضي التي يريدون إقامة دولتهم عليها في المستقبل، والتي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتخشى هذه الدول مثل الفلسطينيين، أن تُؤدي أي حركة جماعية عبر الحدود إلى تقويض احتمالات التوصّل إلى "حلّ الدولتين" وترك الدول العربية تتعامل مع العواقب.

ومع تفاقم الأزمة الإنسانية، عبّر كبار مسؤولي الأمم المتحدة عن المخاوف نفسها بشأن حدوث نزوح جماعي.

وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ الخميس: إنّ فكرة انتقال الناس في غزة إلى مكان آمن محض "وهم"، محذرًا من احتمال تدفّق الفلسطينيين إلى مصر إذا شنّت إسرائيل عملية عسكرية في رفح.

في المقابل، تزعم إسرائيل أنّ جيشها يُعدّ خطة لإجلاء المدنيين من رفح إلى مناطق أخرى من قطاع غزة، وأنّ لا خطط لديها لترحيل الفلسطينيين من غزة، وأنّها ستجد طريقة لعدم الإضرار بمصالح مصر.

لكنّ تعليقات بعض الساسة الإسرائيليين، أثارت مخاوف الفلسطينيين والعربية من نكبة جديدة.

ودعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، السكان الفلسطينيين في غزة إلى مغادرة القطاع المحاصر. بينما قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إنّ الحرب قدّمت "فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة".

وأوضح أندريه نولكامبر أستاذ القانون الدولي في جامعة أمستردام، أنّه إذا اضطرت أعداد كبيرة من سكان غزة إلى الفرار من رفح وعبور الحدود بسبب الهجوم الإسرائيلي، فقد يُشكّل هذا انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.

وأضاف أنّه إذا كان فرار سكان غزة عبر الحدود نتيجة شعورهم بأنّ لا خيار أمامهم بسبب التهديد بشنّ حملة عسكرية كبيرة، فعندئذ "سيكون من الصعب جدًا تسويغ ذلك في ظل القانون الإنساني الدولي".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close