تراجع التفاؤل داخل إسرائيل بشأن تقدم المفاوضات في ملف تبادل الأسرى مع حركة حماس، التي تصرّ على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق القطاع.
وأشار مراسل "العربي" في القدس أحمد جرادات إلى أن الوفد الإسرائيلي عاد من قطر الليلة الماضية، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد جلسة للكابينت الإسرائيلي الموسع لنقاش ملف تبادل الأسرى.
وتنشب خلافات عديدة بشأن هذا الملف ولا سيما بشأن عدد الأسرى الذين سيفرج عنهم، حيث تعتبر حماس أن العدد بسيط جدًا مقارنة بمطلبها المتعلق بتحرير 1500 أسير في هذه المرحلة، فيما طرحت الولايات المتحدة تحرير 404 أسرى فقط.
كما ترفض إسرائيل عودة النازحين الكاملة، وتقول إنها منفتحة على عودة أعداد محدودة من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، بحسب المراسل.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قد تعهّد أمام أهالي الأسرى الإسرائيليين بأنه لن يسمح بعودة النازحين إلى شمال غزة، إلّا بعد عودة جميع المحتجزين.
مطالب واقعية
وتحاول إسرائيل القول إنها تريد الذهاب نحو صفقة، لكن نتنياهو لا يبذل الجهد المطلوب ولا يقدم أي تسهيلات.
من جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزّال، إن ما صدر عن إسرائيل منذ بدء عملية التفاوض غير المباشرة، يدل على أن نتنياهو وحكومته ومجلس الحرب منفصلون عن الواقع وكأنهم هم الذين انتصروا في المعركة وكأن المطلوب من حركة حماس أن تقدّم التنازلات.
وأشار في حديث إلى "العربي" إلى أن مطالب حماس واقعية ولا يمكن إبرام أي اتفاق طالما لم توافق عليها إسرائيل.
حماس لا تشترط وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى
ويوضح نزال أن هناك عدد من النقاط الخلافية الأساسية، وهي أن حماس تريد وقفًا دائمًا أو ممتدًا لإطلاق النار في غزة عاجلًا أو آجلًا، مشيرًا إلى أن الحركة لا تشترط وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من المفاوضات، لكنها تحتاج إلى وجود رؤية.
كما يؤكد أن الحركة لم تحصل على ضمانات كافية بشأن التّوافق على التوصّل لوقف دائم لإطلاق النار على مراحل، مشيرًا إلى أن الضمانات يجب أن تأتي من الدول الوسيطة الثلاث وهي قطر ومصر والولايات المتحدة.
ولفت نزال إلى أن حماس تريد انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة انسحابا نهائيًا.
إصرار على عودة النازحين
كذلك تمثّل عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله نقطة خلافية، حيث تم تهجير النازحين وإجبارهم على التوجه للجنوب تحت قوة الآلة العسكرية، ويتحفظ الاحتلال على عودتهم من الجنوب إلى الشمال. وفي المقابل، تصر حماس على عودة جميع النازحين دون تمييز بينهم، بحسب نزال.
وتطالب حماس الاحتلال رفع القيود الذي يفرضها على دخول المساعدات ولا سيما إلى شمال القطاع.