تتواصل معاناة أهالي قطاع غزة جراء نقص الغذاء والأدوية؛ نتيجة الحرب الإسرائيلية الممنهجة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والتي خلفت أكثر من 30 ألف شهيد وآلاف الجرحى والمفقودين.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إنّ سوء التغذية متفاقم بشكل خاص في شمال القطاع، حيث أكد ممثلها في غزة والضفة الغربية ريتشارد بيبركورن، أنّ طفلًا واحدًا من بين كل ستة أطفال دون الثانية من العمر يعاني من سوء تغذية حاد في شمال غزة.
وأوضح بيبركورن: "كان هذا في يناير/ كانون الثاني. لذا من المرجح أن يكون الوضع أسوأ اليوم" في مناطق شمال قطاع غزة.
"وضع كارثي"
من جهته، قال الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، إن "الوضع كارثي في غزة حيث يجري استقبال حالات جديدة تحتاج لغذاء معين مشابهة لحالة الطفل يزن الكفارنة".
وفارق الحياة الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة (10 سنوات) بعد مكوثه في المستشفى لمدة 10 أيام، وخلال تلك الفترة، تضاءل وزن الطفل بشكل ملحوظ بسبب نقص الغذاء الحاد الذي عمّ القطاع.
وكان الطفل يعاني من حالة مرضية تتعلق بالبلع والهضم تعود لفترة ولادته، لم يكن يمكنه بسببها إلا تناول الطعام المهروس مثل الموز والبيض.
وأضاف الهمص في حديث إلى "العربي" من رفح، أن "الوضع في غزة خطير حيث أن الإبادة إما أن تكون جماعية بالقتل أو جماعية بالتجويع في شمال غزة حيث أن جنوب القطاع ليس بأحسن حالًا".
ونوه إلى "وجود حالة لطفلة تشبه حالة يزن، ويقتصر غذائها على نوع من الحليب غير متوفر في غزة، وبالتالي فإن وضعها سيؤول إلى الوفاة ما لم يتم حصولها على علاج مخصص".
"عنوان المرحلة هو إنقاذ الأطفال"
وقال الهمص في مداخلته مع "العربي"، "إن عنوان المرحلة هو إنقاذ هؤلاء الأطفال قبل فوات الأوان، حيث أن العدو الصهيوني كأنه يقول إن لم تموتوا بالقتل والتدمير والقنابل فإنكم ستموتون بالتجويع".
وراح يقول: "كل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع العالم، لكن سنبقى نقدم ما نستطيع لأبناء الشعب الفلسطيني من خدمات".
وألمح الهمص، إلى أن "المستشفيات العاملة الوحيدة في قطاع غزة هي مستشفى شهداء الأقصى التي تغص بالنازحين ولا يمكن تقديم خدمة طبية العلاج، وكذلك مستشفى غزة الأوروبي ويبقى مستشفى النجار الذي يقدم خدمات في الجنوب وهي تمتلئ بالمرضى كما لا يوجد علاجات لأي مريض يتعرض لجلطة قلبية حيث أن كل الأسرة مشغولة وهناك نقص في أسطوانات الأوكسجين".
واستدرك قائلًا: "إن المرضى يموتون ممن يعانون من جلطة قلبية في غزة بسبب نقص المعدات والعلاجات".