تراجعت التصريحات الإسرائيلية الخاصة بمسار هدنة جديدة في قطاع غزة، الذي يشهد عدوانًا دمويًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقد يكون ذلك بسبب عدم مشاركة تل أبيب في مباحثات القاهرة وسط تزايد تصريحات أخرى للمسؤولين الأميركيين.
وفي هذا السياق، أفاد مراسل "العربي" في القدس المحتلة أحمد دراوشة بأن التسريبات بشأن مسار المباحثات في وسائل الإعلام العبرية قد تراجعت بصفة كبيرة خلال الفترة الماضية.
وأوضح أن عدم مشاركة إسرائيل في مباحثات القاهرة بشكل مباشر قد يكون سببًا في المعلومات المتضاربة بشكل كبير جدًا، التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وقال إنّ "كل وسيلة إعلامية إسرائيلية تتحدث عن عقبة مختلفة في هذه المفاوضات، ولو أن الميل الأساسي هو تحميل الحكومة الإسرائيلية، وتحديدًا رئيسها، جزءًا من مسؤولية تعطل المفاوضات".
ووفقًا لمراسل "العربي"، فإنّ الصورة العامة داخل إسرائيل حاليًا وليس فقط في وسائل الإعلام "لا تعرف إلى أين تتجه الأوضاع؟ وهل سيتم التوصل إلى تهدئة في الفترة المقبلة أم أن الأوضاع تتجه لمزيد من التصعيد".
تسريبات تبحث عن تهدئة
ونقل دراوشة بأنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تسرب بشكل متلاحق معلومات تتحدث عن "حلم إستراتيجي" لقائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، يتعلق بإشعال الضفة الغربية والقدس وداخل الخط الأخضر خلال شهر رمضان، في حال أقدم الاحتلال على استفزازات داخل المسجد الأقصى أو لم يتم التوصل لاتفاق في قطاع غزة.
ويشرح مراسلنا بأنّ "هدف هذه التسريبات هو ضغط الأجهزة الأمنية على القيادة السياسية الإسرائيلية، والقول بأنّ الحل الأمثل خلال الفترة المقبلة هو التوجه لصفقة تبادل أسرى، وتهدئة لعدة أسابيع من أجل تهدئة الأوضاع في المنطقة، وربما تهدئة على الجبهة اللبنانية بخلاف ما يدعي وزير الأمن يوآف غالانت".
"التهدئة مقابل القضاء على حلم السنوار"
وأوضح مراسل "العربي" بأن الجهات الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن التهدئة ستقضي على ما تصفه إسرائيل بحلم السنوار بإشعال المنطقة.
ونقل عن مقال المحلل العسكري عاموس آرئيل في صحيفة "هآرتس" أنّ "إسرائيل تشعر بأن حركة حماس تنظر إلى أن الضغط الدولي عليها سيزداد خصوصًا في شهر رمضان، كما اتضح أن التهديدات المتزايدة باجتياح رفح لم تكن جدية أو ليست على المدى الفوري".
كما أن "وسائل إعلام أميركية نشرت أن إسرائيل لم تعرض حتى الآن خطة عسكرية جدية تتعلق برفح. هذا إضافة إلى ما تحدثت عنه شبكة "إن بي سي" الأميركية من أن صور الأقمار الاصطناعية لا تشير إلى حشد لقوات إسرائيلية باتجاه عملية محتملة نحو منطقة رفح"، بحسب مراسل "العربي".