استبعدت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، معتبرةً أنه حتى لو نجح الجيش بهزيمتها كـ"نظام حاكم" في قطاع غزة فإنها ستبقى كـ"منظمة مسلحة".
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية الجمعة، عن قسم الأبحاث بشعبة الاستخبارات العسكرية أنه "حتى لو هزمنا حماس كنظام فإنها ستبقى كمنظمة حرب عصابات"، حسب قوله.
وقالت: "إنه في تقييمها للوضع سواء فيما يتعلق بالإنجازات المتوقعة من الحرب في غزة، أو على الساحة الفلسطينية بشكل عام، فإنها (شعبة الاستخبارات) تصوغ نوعًا من التحذير للمستوى السياسي".
وكانت إسرائيل أعلنت مرارًا 3 أهداف من الحرب على غزة، وهي إسقاط حكم "حماس" في القطاع والقضاء على قدراتها العسكرية، وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، والتأكد من وجود "إدارة في غزة لا تشكل تهديدًا لإسرائيل"، لكنها لم تحقق أي من هذه الأهداف رغم دخول الحرب شهرها الخامس.
وأضافت القناة الـ12 الإسرائيلية أن التحذير جاء فيه أنه "في قطاع غزة رغم المناورات والإرهابيين الذين يتم القضاء عليهم والكتائب التي تهزم فإنه يتم الحفاظ على الدعم الحقيقي لحماس" أي في أوساط الفلسطينيين.
لا بديل عن حماس
وتابعت: "على خلفية إصرار رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) على عدم مناقشة مسألة اليوم التالي (لنهاية الحرب) حتى الآن، يؤكد مسؤولون كبار في شعبة الاستخبارات على أنه نظرًا لعدم وجود بدائل حاليًا أو تحرك عملي لتنظيم بديل لحماس، فإن غزة ستصبح منطقة تعاني من أزمة عميقة".
ولفتت إلى أنه تم نقاش هذا التقييم الإثنين الماضي بمشاركة ضباط كبار من شعبة الاستخبارات وجهاز الأمن العام "الشاباك" وهيئة أركان الجيش الإسرائيلي.
ونقلت عن مصادر في الجيش الإسرائيلي إنه "تم التوضيح خلال المناقشات أن الجيش الإسرائيلي سيواصل التعامل مع فلول منظمات حرب العصابات التي لا تزال باقية حتى القضاء عليها بالكامل، ولكن هذا سوف يستغرق وقتًا".
القضاء على حماس ليس إنجازًا واقعيًا
وذكرت أن الجيش قال: "إن القضاء على حماس ليس إنجازًا واقعيًا في المدى المنظور"، وقالت: إن الجيش "فضّل عدم التعليق على هذا التقرير".
كما لفتت إلى أن "المؤسسة الأمنية تدرك أن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار متقدم علينا بأيام عديدة، وهناك جهد لسد هذه الفجوة".
وقالت: "يرى النظام الأمني أن هذه الفجوة يمكن سدها، ويعمل على سدها هذه الأيام. عندما يصل إلى المناطق التي يقيم فيها كبار مسؤولي حماس، ستظهر النتائج المدة التي قضاها هناك حتى وصول قواتنا إليهم".
البحث عن السنوار
وأضافت: "إذا كانوا لا يزالون بالفعل في منطقة خانيونس (جنوب) كما تعتقد المؤسسة الأمنية، وربما لا يستطيعون الهروب إلى أماكن أخرى، يجب وضع علامة استفهام على ذلك ولكن هذا ما تعتقده المؤسسة الأمنية، فيمكن الوصول إليهم".
وأضافت: "سيستغرق الأمر بعض الوقت، ربما ليس وقتًا طويلاً، لكن في النهاية سيتمكنون من الوصول إليهم".
وتابعت القناة: "كانت التقديرات في بداية الحرب تشير إلى أنه (السنوار) يقيم بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، وسرعان ما تغير التقدير إلى أنه في خانيونس".
وأكملت: "ولا تعتقد المؤسسة الأمنية أن السنوار فر إلى مصر، مع الأخذ بالاعتبار أنه يستطيع الوصول إلى رفح، لكن القاهرة ليس لها مصلحة بالسماح له بالهروب إلى مصر".
وحتى اليوم، فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الوصول إلى السنوار، الذي يعتبره المسؤول الأول عن عملية "طوفان الأقصى" على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضي.