يروي طفل من غزة مأساة عاش تفاصيلها حين قُتل والداه أمام ناظريه، لينضم إلى آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين يتّمهم الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية عدوانه على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
ووفق تقرير صادر عن منظمة "اليونيسف" في فبراير/ شباط الماضي، فهناك نحو 17 ألف طفل فلسطيني في غزة أصبحوا يتامى جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر.
حصار وإعدام
بدأت مأساة الطفل فيصل أحمد الخالدي ليلة 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حين اقتحمت الدبابات الإسرائيلية الحي الذي يقطنه مع أسرته المؤلفة من أبيه وأمه والشقيقين آدم وفيصل.
ووفق عمته منى الخالدي، فقد فوجئ فيصل ووالداه لدى خروجهم من المنزل بالدبابات، التي راحت تقصف المبنى. ووجدوا أنفسهم محاصرين لأكثر من 24 ساعة من دون طعام أو ماء.
وتضيف العمة: "بمضي 24 ساعة اقتحمت قوات الاحتلال بوابة المنزل الخارجية وفجرت الباب الداخلي، وألقت قنبلتين في غرفة الجلوس. وقنبلتين أخريين باتجاه المكان الذي كانت الأسرة تحتمي فيه".
وبينما هبّت الأم المصابة أصلًا من جراء استهداف مبنى مجاور، إلى إنقاذ ابنيها طلبت من فيصل الزحف نحو غرفة أخرى.
"قتلوهما أمام ناظرَي"
أما الطفل فيصل أحمد الخالدي ابن الأعوام الـ 5، فاستهل شهادته بالإشارة إلى أنه كان يعيش في الشيخ رضوان أحد أحياء مدينة غزة، واصفًا منزله وغرفته التي كانت باللون الأخضر.
بحسب الطفل، فقد أطلق جنود الاحتلال النار على أمه وأبيه أمام عينيه، بعدما أخرجوهم إلى الممر، وأُصيب هو وخضع لأربع عمليات جراحية.
ويكشف الطفل أن أمه الشهيدة كانت في الشهر السابع من الحمل، وقام جنود الاحتلال بإطلاق النار على بطنها.
أنقذ الطفل فيصل أحمد الخالدي من جانب عمه، الذي تمكن من نقله إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج. ويقيم الصغير حاليًا مع شقيقه آدم برفقة عمتهما منى، بينما يستكمل علاجه جمن الإصابة التي تعرض لها.
وتؤكد عمة الطفلين آدم وفيصل أنهما "لن يتمكنا من نسيان هذه الصدمة"، مشددة على أن شقيقها وزوجته تعرضا لإعدام مباشر. وأردفت بأن الاحتلال تعمد قتل جنينها لأنهم لا يريدون أن يولد الأطفال في قطاع غزة.