يعتزم رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك تقديم استقالته من منصبه في ظل المراوحة السياسية التي تشهدها والبلاد ووسط استمرار التظاهرات.
فقد نقل مراسل"العربي" في الخرطوم عن مصدر مقرب من حمدوك أنه أبلغ مجموعة من الشخصيات القومية والمفكرين في البلاد عزمه على تقديم استقالته من منصبه في الساعات القليلة المقبلة.
وأشار مراسل "العربي" إلى أن حمدوك يشعر بخيبة أمل كبرى في ظل فشله في إقناع القوى السياسية بمبادراته بشأن إدارة المرحلة الانتقالية في البلاد.
رفض الانقلاب والاتفاق السياسي
وكان حمدوك، الذي توصل إلى اتفاق سياسي مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، قد تحدث في مطلع الأسبوع أن البلاد تقترب من "حافة الهاوية"، حيث أرجع ذلك إلى العناد السياسي وغياب التوافق على اتفاق سياسي جديد.
وأعيد رئيس الوزراء إلى منصبه بعد الاتفاق السياسي الذي جاء في أعقاب الانقلاب الذي نفذه الجيش في 25 أكتوبر/ تشرين الأول وعطل بموجبه العمل بـ"الوثيقة الدستورية" المنظمة للمرحلة الانتقالية، كما أنهى الشراكة مع المدنيين.
وخرج الآلاف من السودانيين في 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري تزامنًا مع الذكرى الثالثة للاحتجاجات التي انطلقت ضد حكم نظام عمر حسن البشير، للتعبير عن رفضهم للانقلاب العسكري والاتفاق السياسي بين حمدوك والبرهان.
وكان حمدوك قد دافع عن الاتفاق السياسي مع قيادة الجيش معتبرًا أنه عاد إلى منصبه "للحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال العملية الانتقالية ولوضع حدّ لإراقة الدماء".
تقارير عن "اغتصاب فردي أو جماعي"
ووفق اللجنة المركزية لأطباء السودان فقد وصل عدد ضحايا الاحتجاجات المناهضة للانقلاب العسكري إلى 47 قتيلًا بعد وفاة متظاهر اليوم الثلاثاء متأثرًا بجروحه التي أصيب بها في مظاهرات 19 ديسمبر.
من جهتها، أفادت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء بأنها تلقت تقارير عن اغتصاب فردي أو جماعي تعرضت له 13 امرأة وفتاة شاركن في الاحتجاجات المناهضة للانقلاب.
وقالت ليز ثروسيل، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إفادة صحفية: إنّ المكتب تلقى تقارير عن 13 واقعة اغتصاب فردي وجماعي، بالإضافة إلى تقارير عن تحرش قوات الأمن جنسيًا بالنساء أثناء محاولتهن الفرار.
وأضافت: "ندعو إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل وشامل في مزاعم الاغتصاب والتحرش الجنسي، وكذلك مزاعم وفاة وإصابة المحتجين نتيجة الاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة، ولا سيّما استخدام الذخيرة الحية".