أفاد مراسل "العربي" بتنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات على مختلف مناطق قطاع غزة، استهدفت إحداها عائلة نازحة شرقي مدينة رفح أسفرت عن شطب عائلة كاملة من السجل المدني.
وسياسيًا، حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني أمام مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء، من أنّ الرضوخ لطلب إسرائيل بحلّ الوكالة الأممية من شأنه أن يفاقم المجاعة في غزة ويدفع بجيل من الأطفال إلى "اليأس".
ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن 13 من أصل أكثر من 30 ألف موظف في "الأونروا" بغزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا، "متورّطون بشكل مباشر" في عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
شطب عائلة كاملة من السجل المدني
في التفاصيل، أكّد مراسل "العربي" أحمد البطة أن قصفًا إسرائيليًا استهدف نازحين شرقي رفح أدى إلى استشهاد 8 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء.
وكشف المراسل أن هذه الغارة شطبت عائلة كاملة من السجل المدني، وذلك بعدما استشهد الأب وأطفاله الـ5، ووالدته، وزوجة أخيه.
وجميع الشهداء هم من عائلة عياد، ونزحوا معًا من مدينة غزة قبل أن يتم استهدافهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الشرقية لمدينة رفح، وتحديدًا في أرض زراعية كانوا يقطنون بداخل إحدى الغرف المبنية فيها.
ويوضح مراسلنا أن عائلة عياد "استهدفت بشكل مباشر ووصلت جثامينهم إلى المستشفى أشلاء مقطعة، سواء الأطفال أو حتى الأب، في غارة هي واحدة من سلسلة غارات تستهدف المدنيين ومساكنهم وأحيائهم وأينما كانوا..".
كما ينقل البطة أن هذه الغارة كانت قد ترافقت أيضًا مع غارة أخرى على مدرسة للنازحين في مدينة غزة، أسفرت عن استشهاد 3 مواطنين وإصابة عدد آخر.
هذا فضلًا عن عدد آخر من الغارات استهدفت مختلف مناطق القطاع بشكل كامل، بينما لفت المراسل إلى انسحاب قوات الاحتلال من مخيم النصيرات وإنهاء العملية العسكرية التي استمرت لأكثر من أسبوع.
ويتحدث المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عن استشهاد أكثر من 520 فلسطينيًا خلال هذه العملية التي شهدت عمليات قتل ممنهجة للنازحين المدنيين الذين حاولوا الصمود في منازلهم.
"العمود الفقري للعمليات الإنسانية"
أما سياسيًا، فقد شدّد لازاريني أمام مجلس الأمن الدولي على أنّ "الأونروا" التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1949 "هي العمود الفقري للعمليات الإنسانية" في غزة.
وندّد المفوّض العام بالحملة "الغادرة" التي تستهدف الوكالة بهدف وضع حدّ لعملياتها، محذّرًا من أنّ "تفكيكها ستكون له تداعيات دائمة"، إذ على المدى القصير، سيؤدّي ذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتسريع حصول المجاعة.
وعلى المدى الطويل وفق لازاريني "فإنّ حلّ الأونروا سيضع في مهبّ الريح عملية الانتقال من وقف لإطلاق النار إلى اليوم التالي، وذلك من خلال حرمان سكّان مصابين بصدمات نفسية من خدمات أساسية".
وأوضح أنّ هذا الأمر "سيجعل المهمّة الهائلة المتمثّلة في عودة ما يقرب من نصف مليون فتاة وفتى يعانون الأمرّين إلى التعليم مهمّة شبه مستحيلة"، في حين أنّ "الفشل في توفير التعليم "سيحكم على جيل كامل باليأس ممّا يؤدّي إلى تأجيج الغضب والاستياء ودوّامات عنف لا تنتهي".
كما أشاد لازاريني بموظفي "الأونروا" الـ178 الذين استشهدوا في غزة منذ بداية الحرب، ووقف مع جميع أعضاء مجلس الأمن دقيقة صمت حدادًا على أرواح جميع الشهداء العاملين في المجال الإنساني في القطاع.
بدوره، ادعى السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان خلال جلسة مجلس الأمن أمس بأنّ "أحد الأهداف الرئيسية للأونروا هو تلقين الأطفال الفلسطينيين فكرة أنهم يستطيعون تدمير إسرائيل" إذا ما عاد "الملايين من أحفاد اللاجئين الفلسطينيين"، وفق وصفه.
وتابع إردان: "لقد حان الوقت لوقف تمويل الأونروا"، مؤكّدًا أنّ المنظمات غير الحكومية ووكالات أممية أخرى يمكن أن تحلّ محلّها، حسب قوله.