الخميس 21 نوفمبر / November 2024

إدخال محدود للمساعدات إلى غزة.. إسرائيل تحاول امتصاص غضب العالم

إدخال محدود للمساعدات إلى غزة.. إسرائيل تحاول امتصاص غضب العالم

شارك القصة

يواجه 70% من سكان شمال قطاع غزة جوعًا كارثيًا- رويترز
يواجه 70% من سكان شمال قطاع غزة جوعًا كارثيًا- رويترز
عزز الضغط الأميركي والإدانات الدولية جراء استهداف عمال الإغاثة السبعة في غزة مخاوف إسرائيل من تراجع الدعم الدولي.

سارعت تل أبيب في الساعات الأخيرة إلى الإعلان عن السماح بإدخال مساعدات إغاثية مؤقتة إلى شمال قطاع غزة، في ما يبدو أنه رضوخ للضغط الأميركي.

فقد أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مكالمة هاتفية لمدة 30 دقيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن سياسة واشنطن تجاه إسرائيل ستكون رهن حماية المدنيين وعمال الإغاثة في غزة، مطالبًا بخطوات ملموسة ومحددة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في القطاع. 

وبعدها، صدر بيان عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول إن تل أبيب وافقت على إعادة فتح معبر إيريز-بيت حانون المؤدي إلى شمال غزة والاستخدام المؤقت لميناء أسدود بالإضافة إلى توسيع دخول المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم.

ويأتي الضغط الأميركي في ظل إدانات دولية واسعة لمقتل سبعة من عمال إغاثة تابعين لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" بغارة جوية إسرائيلية وسط قطاع غزة ما دفع دولًا إلى المطالبة بإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع وحماية عمال الإغاثة، ودعت أخرى إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه بل واستدعت دول سفراء إسرائيل لديها.

وزادت هذه المؤشرات مخاوف تل أبيب من تراجع الدعم الدولي لها في حربها على غزة، وسمحت بدخول ثلاثة شاحنات مساعدات حتى الآن، تحمل وقودًا وأدوية مخصصة لمستشفيي كمال عدوان والعودة في بلدة بيت لاهيا.

لكن هذه الإجراءات المشروطة قد لا تلبي حاجيات السكان، خاصة وأن تقارير أممية تشير إلى أن 70% من سكان الشمال يواجهون جوعًا كارثيًا. 

وبالتزامن، أدّت الضغوط الغربية على إسرائيل إلى إقالة ضابطين وتوبيخ قادة كبار رسميًا، بحسب ما أعلن عنه جيش الاحتلال بعدما أشار تحقيق إسرائيلي حول مقتل موظفي الإغاثة في غارة جوية إلى وجود أخطاء جسيمة وانتهاكات للإجراءات.

لا ينفع سوى الضغط على نتنياهو

كذلك ومن جملة الإجراءات، خفّفت إسرائيل خلال الأيام القليلة ظاهريًا، من وتيرة الغارات والقصف على القطاع.

وفي هذا الإطار، يشير الباحث في مركز مدى الكرمل إمطانس شحادة إلى أن مقتل 7 من عمال الإغاثة في غزة جعل الدول الغربية تضغط على إسرائيل.  

ويلفت في حديث إلى "العربي" من حيفا إلى أن "الرئيس الأميركي جو بايدن اكتشف أن مع نتنياهو لا ينفع سوى الضغط"، مشيرًا إلى أن بايدن يدفع ثمنًا سياسيًا في الانتخابات الداخلية لما يحدث في غزة. 

كما يعتبر أن مقتل عمال الإغاثة السبعة كان أكثر مما يمكن للرأي العام العالمي تحمله.  

ويقول شحادة: "كان مطلب الدول الغربية واضح وترافق مع تهديدات"، مشيرًا إلى أن "رد الفعل الإسرائيلي جاء إيجابيًا على مستوى التصريح لكن علينا أن ننتظر تطبيقه".

لا إجراءات عملية لمواجهة المجاعة

من جانبه، يؤكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" عدنان أبو حسنة أن أي مساعدات لم تدخل عبر معبر إيريز.

ويقول في حديث إلى "العربي" من رفح: "لم يفتح المعبر حتى اللحظة لإدخال المساعدات التي تأتي من منظمات الأمم المتحدة كاليونيسيف والأونروا".  

ويلفت إلى أن اجتماعًا عُقد مع إحدى منظمات الأمم المتحدة وليس الأونروا لإدخال المساعات إلى شمال غزة. 

سمحت إسرائيل بدخول ثلاثة شاحنات مساعدات تحمل وقودًا وأدوية  لمستشفيي كمال عدوان والعودة في بلدة بيت لاهيا- رويترز
سمحت إسرائيل بدخول ثلاثة شاحنات مساعدات تحمل وقودًا وأدوية لمستشفيي كمال عدوان والعودة في بلدة بيت لاهيا- رويترز

ويذكّر أبو حسنة بأنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات عملية لمواجهة المجاعة والأمراض المعدية كالكبد الوبائي الذي ينتشر بشكل كبير نتيجة الازدحام وسوء التغذية والانهيار العام في المنظومة الصحية في القطاع.  

كما يلفت إلى أنه "في كل يوم يقتل موظف أممي في غزة ولم تقم الدنيا ولم تقعد".

ويقول: "كنا نتمنى أن تكون هذه الحملة لمقتل 177 موظفًا في الأمم المتحدة قضوا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي". 

ضغط أميركي

وحول دور الإدارة الأميركية، يرى مدير مركز دراسات الخليج في واشنطن دتل جورجيو كافييرو أن إدارة بايدن أظهرت أنها ضغطت بقدر ضئيل جدًا على إسرائيل التي استجابات لهذا الضغط.  

ويشير إلى جانبين للخطوة الأميركية: الأول يتمثل في الوقت الكبير الذي قبل ردة الفعل الأميركية "بعدما سمح بايدن وسهل قتل 33 ألف فلسطيني". 

أمّا الأمر الثاني فيتعلق بعمال الإغاثة الذين تم استهدافهم. ويقول: "هم غربيون، وما كنا سنقوم بهذه المحادثة لو كان هؤلاء العمال من العرب".

ويشير في حديثه من واشنطن إلى أن الاستهداف الأخير شكل تجاوزًا للخط المسموح به "ما يسلط الضوء على العنصرية في سياسة الولايات المتحدة". 

ويضيف: "يبدو أن الحكومة الإسرائيلية لم يبق لها خيار سوى تعديل مسلكها قليلًا، وهو ما يؤكد أن تل أبيب تعتمد بشكل كامل على الولايات المتحدة في استمرار حربها في غزة".

ويتابع: لو قرّرت الولايات المتحدة إنهاء هذه الحرب لجعلتها تنتهي في 45 دقيقة". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close