أكّدت منظمة العفو الدولية اليوم الخميس، أن الاكتشاف المروّع للمقابر الجماعية في غزة يستدعي ضمان وصول محققي حقوق الإنسان إلى القطاع بشكل فوري، "للحفاظ على الأدلة".
وجاء موقف المنظمة تزامنًا مع إعلان جهاز الدفاع المدني في غزة، انتشال 58 جثمانًا جديدًا من 3 مقابر جماعية مكتشفة في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، وسط شكوك بشأن سرقة أعضاء شهداء من قبل قوات الاحتلال.
ليرتفع بذلك حتى الساعة العدد الإجمالي للشهداء منذ انسحاب جيش الاحتلال من المجمع الطبي في 7 أبريل/ نيسان الجاري، إلى 392 شهيدًا.
العفو الدولية تدعو إلى تحقيق فوري
في التفاصيل، جاء في منشور عبر منصة "إكس" لمنظمة العفو الدولية التي مقرها لندن، إن "الاكتشاف المروّع لمقابر جماعية في غزة، يؤكد الحاجة الملحة لضمان الوصول الفوري لمحققي حقوق الإنسان إلى قطاع غزة المحتل لضمان الحفاظ على الأدلة".
وطالبت المنظمة بإجراء تحقيقات "مستقلة وشفافة بهدف ضمان المساءلة عن أي انتهاكات للقانون الدولي"، في القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
هذا وتطالب بدورها منظمات وتكتلات دولية منذ أسابيع بالتحقيق في ملابسات هذه المقابر بينها الاتحاد الأوروبي، لكن إسرائيل تتنصل من مسؤوليتها وتعتبر أي اتهامات تطالها في هذا الشأن "محاولات للتضليل".
فقد زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أمس الأربعاء أن دفن الجيش "جثثًا فلسطينية في مجمع ناصر عارٍ عن الصحة".
وأمس الأربعاء، دعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق شامل ومستقل في المقابر الجماعية المكتشفة عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق في قطاع غزة.
آثار تعذيب ودفن أحياء
بدوره، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة اليوم الخميس، انتشال 58 جثمانًا جديدًا من 3 مقابر جماعية مكتشفة في مستشفى ناصر.
جاء ذلك، على لسان مدير الدفاع المدني في خانيونس يامن أبو سليمان الذي قال في مؤتمر صحفي عقده بمدينة رفح: "تم رصد 3 مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي تضم 392 جثة تظهر على بعضها آثار التعذيب، مؤشرات أخرى لشبهات تنفيذ إعدامات ميدانية، ودفن بعضهم أحياء".
وتابع أبو سليمان: "خلال البحث اكتشفنا جثث أطفال، لا نعرف سببًا لوجود جثث أطفال في المقابر الجماعية بمستشفى ناصر بخانيونس".
كما بيّن سليمان أن "قوات الاحتلال دفنت عددًا من الجثث بمجمع ناصر في أكياس بلاستيكية على عمق 3 أمتار ما سرّع في تحللها".
وذكر مدير الدفاع المدني في خانيونس أن "من بين الجثامين 165 مجهولي الهوية ولم يتم التعرف عليهم، بسبب تغيير الاحتلال مظاهر العلامات الخاصة للتعرف على الجثث وتشويهها".
كما أكّد الدفاع المدني في غزة أنه تم رصد تكبيل عدد من الشهداء قبل إعدامهم بمرابط بلاستيكية، فضلًا عن وجود جثة بعض أجزائها مخيطة ما يثير شكوكًا بشأن سرقة أعضاء بشرية.
وطالب سليمان المجتمع الدولي "بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني والسماح بدخول مراكز حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الدولية للكشف عن جرائم إسرائيل ضد أهالي قطاع غزة".
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحب من خانيونس في 7 أبريل الجاري بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية هناك شملت اقتحام مجمع ناصر الطبي، زعم حينها أنها تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة، إلا أنه خرج من دون تحرير ولو محتجز واحد.