يبدأ الفيلم الوثائقي الجديد "حافة السلام الحادة" بمشهد مروع، إذ تظهر فوزية كوفي النائبة السابقة بالبرلمان الأفغاني والناشطة في مجال حقوق المرأة وهي على سرير بمستشفى، حيث كانت تتعافى بعد أن نجت من محاولة اغتيال في أغسطس/ آب 2020.
فقد تعرضت كوفي خلال سفرها إلى كابل مع ابنتها لكمين نصبه مسلحون مجهولون أطلقوا النار على سيارتها.
وتقول كوفي في الفيلم الوثائقي: "ظنوا أنني أصبت برصاصة في رأسي ولقيت حتفي".
فيلم "حافة السلام الحادة"
ويشهد اليوم السبت العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان الأفلام الوثائقية الكندي "هوت دوكس"، الذي يستمر حتى الخامس من مايو/ أيار.
ويقدم الفيلم، الذي أخرجته رويا سادات ومدته 95 دقيقة، شهادة على شجاعة القائدات الأفغانيات اللاتي يواصلن الدعوة إلى التغيير منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، وقيدت بشكل كبير حريات المرأة وحقوقها.
وقالت سادات لوكالة "رويترز": "إنها مأساة، ولكن في الوقت نفسه يمكنكم رؤية قوة المرأة وجمال هذا البلد عندما تشارك النساء".
وظلت عزيمة كوفي ثابتة حتى بعد الهجوم، الذي لم يكن الأول الذي تتعرض له.
وكانت شخصية رئيسية بين مفاوضات أخريات مثل فاطمة جيلاني وحبيبة سرابي وشريفة زورماتي، اللاتي شاركن في محادثات بين الأفغان في العاصمة القطرية الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان.
ويغطي الفيلم الوثائقي المفاوضات التي باءت بالفشل من وجهة نظر النساء في فريق التفاوض الأفغاني، حسب وكالة رويترز.
وبمجرد جلوسها على طاولة المفاوضات، أدركت كوفي أن طالبان تعتبر نفسها منتصرة بالفعل.
وقالت في مقابلة: "عندما وصل الرئيس (الأميركي جو) بايدن إلى السلطة، أعلن أنه سيسحب قواته من أفغانستان مهما يكن، دون شروط، وكان ذلك بمثابة دفعة لمعنويات طالبان".
وتواصل كوفي، التي تعيش الآن في الخارج، جهودها من المملكة المتحدة من خلال العمل مع هيئات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، للضغط على صنّاع السياسات للاعتراف بمحنة المرأة الأفغانية في ظل حكم طالبان.
وقالت: "من المؤلم أن غالبية هذه الدول تعتقد أنه يجب علينا التأثير على وجهات نظر طالبان وتغييرها"، مضيفة أنها لم تتغير على الإطلاق منذ أن استعادت السلطة، حسب رأيها.
أما جيلاني فقالت لـ"رويترز"، إن فريق التفاوض لم يرغب قط في بقاء الجنود الأميركيين أو قوات حلف شمال الأطلسي في البلاد إلى الأبد، لكنه توقع انسحابًا أكثر سلاسة وتسوية سياسية.
وتقول المفاوضة الأخرى سرابي في ختام الفيلم: "يعتقد بعض الغربيين أنهم وحدهم من أعطوا الحرية للمرأة الأفغانية، وأنها لم تكن تستطيع أن تفعل أي شيء بنفسها، وهذا ليس صحيحًا".