الخميس 21 نوفمبر / November 2024

"هل هالشي طبيعي".. مريض "غير اعتيادي" وجلسات "علاج متبادل"

"هل هالشي طبيعي".. مريض "غير اعتيادي" وجلسات "علاج متبادل"
الأربعاء 1 مايو 2024

شارك القصة

مسرحية "هل هالشي طبيعي؟" من بطولة طلال الجردي وزياد عيتاني، ومن كتابة خالد صبيح، وإخراج رياض شيرازي
مسرحية "هل هالشي طبيعي؟" من بطولة طلال الجردي وزياد عيتاني، ومن كتابة خالد صبيح، وإخراج رياض شيرازي

 "هل هالشي طبيعي".. استوقفت هذه العبارة، مع ما تولّده من علامات استفهام، الكثيرين في الفترة الأخيرة، وقد شكّلت عنوان "حملة دعائية" لمسرحية جديدة ينطلق عرضها في لبنان، ابتداءً من اليوم الأربعاء، الأول من مايو/ أيار.

المسرحية التي تعرض على خشبة مسرح "مترو المدينة" في بيروت، هي من بطولة "الثنائي" طلال الجردي وزياد عيتاني، ومن كتابة خالد صبيح، وإخراج رياض شيرازي. كما يشارك في التمثيل كلٌ من نيكول معتوق ومحمد شمص والياس الهبر.

وتنتمي هذه المسرحية إلى النوع "الكوميدي"، لكنّها تنطلق من قلب الأزمات اللبنانية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحمل بين طيّاتها مقاربة مختلفة، وربما فريدة، لهذه الأزمات، على طريقة علاج نفسي "غير اعتيادي".

هل هالشي طبيعي

قصّة مسرحية "هل هالشي طبيعي"

بحسب النبذة التي يوزّعها القيّمون على العمل، فإنّ أحداث مسرحية "هل هالشي طبيعي؟" تدور في عيادة طبيب نفسي في بيروت، في السنوات الحاليّة.

في العمل، يستقبل الدكتور طلال (طلال الجردي) "مريضًا" غير اعتيادي، لتصبح اللقاءات بينهما أيضًا غير اعتياديّة، عبارة عن جلسات علاج متبادل، في ظلّ ظروف خارجيّة على حافة السورياليّة.

وفي حديث لـ"العربي"، يفصح بطل العمل الممثل طلال الجردي عن المزيد من التفاصيل، حيث يكشف أنّ الأحداث تدور حول طبيب نفسي يقوم بتحليل عن انعكاس الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي على المواطنين.

ويقول الجردي: إنّ ذلك الترابط سيظهر منذ بداية المسرحية، حيث يتناول "الدكتور طلال" تصريحات لمسؤولين سياسيين على المستوى المحلي والدولي، في محاولة لفهمها واستيعابها، مسلّطًا بذلك الضوء على "عبثية" بعض هذه التصريحات.

أما "الإشكالية الأساسية" للمسرحية، فتظهر مع وصول شخص إلى عيادة "الدكتور طلال" طلبًا للمساعدة، وذلك لأنّه "لا يشعر بالغضب" على الرغم من كلّ ما يحصل من أزمات وأحداث، وفق ما يكشف الجردي لـ"العربي".

مسرحية من قلب الأزمات اللبنانية

أبعد من هذه "الإشكالية" التي تقوم عليها المسرحية، تعكس الحوارات التعقيدات المتراكمة عند كل من الشخصيتين الرئيسيتين، من سنوات الطفولة الأولى في زمن الحرب الأهليّة، إلى عصر الانهيار الشامل في لبنان.

أكثر من ذلك، تتحوّل هذه الحوارات في بعض المحطّات، إلى اشتباك بين نمطين اجتماعيين وتفكيرين مختلفين، وهو ما يدفع الجردي إلى تصنيف المسرحية على أنّها كوميدية، ولكنّها في الوقت نفسه "تشغّل الدماغ"، بمعنى أنها تدفع إلى التفكير.

يقول الجردي: إنّ بطلي العمل يغوصان أثناء الحوار في قلب بعضهما بعضًا، حيث يكتشف المشاهد وجود رواسب من الماضي لدى كلّ منهما، منها ما يرتبط بالوضع العام، ومنها ما يرتبط بأمور شخصية تكون لدى كلّ منّا.

وفيما يبدو الجردي حذرًا في حديثه لـ"العربي"، حيث يرفض الإفصاح عن المزيد من التفاصيل، أو "فضح أوراق المسرحية" على حدّ تعبيره، يلفت إلى أنّها تشكّل جولة بانورامية على كلّ ما مرّ به البلد منذ العام 2019، من نكسات وأزمات.

لكنّ هذه الجولة لا تقف عند هذه الحدود، بل تعود في مكان ما إلى الخلف من خلال بعض المشكلات التي يحملها كل شخص في مكنوناته، إذ إنّ الموضوع لا يعني فقط الطبيب والمريض، بل يمسّ كلّ مشاهد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

تعكس الحوارات التعقيدات المتراكمة عند كل من الشخصيتين الرئيسيتين
تعكس الحوارات التعقيدات المتراكمة عند كل من الشخصيتين الرئيسيتين

"ثنائية" طلال الجردي وزياد عيتاني

لعلّ هذه "العبثية"، كما يصفها الجردي، مع ما تنطوي عليه من مفارقات، هي التي ستولّد "الكوميديا" في المسرحية، بحسب ما يقول الجردي، الذي يختصر العمل على أنه مقاربة ساخرة للوضع.

ويقول: "الاحداث المؤلمة كلها سنراها بطريقة ساخرة وليس على طريقة فضح أوراقنا"، مضيفًا: "حتى العلاج النفسي سيكون أقرب لحديث "طرشان" ولن يكون قائمًا على معالجة فقط".

وإذا كان الجردي يعتبر أنّ النص الذي يصفه بـ"الجميل" هو من نقاط القوة في العمل، يتحدّث كثيرون عن "نقطة قوة" أخرى تتمثّل في "الثنائية" التي تبدو مشوّقة، بين بطلي العمل، أي الجردي نفسه وزياد عيتاني.

يكشف الجردي في هذا السياق، عن "نيّة" كانت موجودة منذ سنوات طويلة للخروج بعمل مشترك مع عيتاني، لكنّ ظروفهما الشخصية والسياسية حالت دون ذلك، "إلى أن أتى خالد صبيح بهذا النصّ الجميل"، مشدّدًا على أنّ "الكيمياء" بينهما أساسيّة لنجاح العمل.


المزيد عن مسرحية "هل هالشي طبيعي؟"، في الفيديو المرفق للمقابلة الخاصة لبطل العمل الممثل طلال الجردي، ضمن برنامج "صباح النور" عبر شاشة "العربي 2".
المصادر:
العربي
Close