الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

دعوات لمنع مجزرة في رفح.. أي دور لمصر في ما يجري؟

دعوات لمنع مجزرة في رفح.. أي دور لمصر في ما يجري؟

شارك القصة

طالب الأردن المجتمع الدولي بتحرك فوري لمنع حدوث مجزرة في مدينة رفح
طالب الأردن المجتمع الدولي بتحرك فوري لمنع حدوث مجزرة في مدينة رفح - غيتي
اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن اجتياح رفح يعني أن مليونًا ونصف مليون مواطن فلسطيني سيتعرضون لمذبحة إبادة جماعية.

أعلنت الرئاسة الفلسطينية اليوم الإثنين، أنها تُجري اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية، وخاصة الأميركية، لوقف اجتياح الجيش الإسرائيلي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وصباحًا، أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية بدء عملية عسكرية برفح زعمت أنها "محدودة النطاق"، وطالبت 100 ألف فلسطيني بإخلاء شرقي المدينة والتوجه لمنطقة المواصي جنوب غربي القطاع.

وبزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، تُصر إسرائيل على اجتياح رفح، رغم تحذيرات دولية من تداعيات كارثية؛ لوجود نحو 1.5 مليون فلسطيني في المدينة، بينهم حوالي 1.4 مليون نازح.

وتضم المنطقة التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها معبر رفح البري على الحدود مع مصر، وهو المعبر الرئيس لمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة والوحيد الذي يستخدمه الفلسطينيون بالقطاع للسفر إلى الخارج.

كما يُستخدم المعبر يومًيا لنقل عشرات الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة لتلقي العلاج بالخارج؛ في ظل شح الإمكانيات الطبية في مستشفيات القطاع؛ جراء الحرب وقيود إسرائيلية.

فلسطين تجري اتصالات لوقف اجتياح رفح

وقالت الرئاسة، في بيان: "نطالب الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لمنع وقوع هذه المجزرة التي نحذر من تداعياتها الخطيرة".

وأضافت أن "اجتياح رفح يعني أن مليونًا ونصف مليون مواطن فلسطيني سيتعرضون لمذبحة إبادة جماعية، ومحاولات تهجير حذرنا منها سابقًا".

وتابعت: "نجري اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية، خاصة الأميركية، لوقف اجتياح رفح".

فلسطينيون ينزحون من شرقي رفح إلى غربي قطاع غزة
فلسطينيون ينزحون من شرقي رفح إلى غربي قطاع غزة - الأناضول

من جهتها، اعتبرت حركة حماس، أن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل "حرب الإبادة" ضد الشعب الفلسطيني، ودعت المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لوقف الجريمة التي تهدد حياة مئات آلاف المدنيين العزل".

وقالت الحركة في بيان: إن "الخطوات التي يتّخذها جيش الاحتلال الإرهابي، تحضيرًا للهجوم على رفح المكتظة بقرابة 1.5 مليون من المواطنين والنازحين، هو جريمة صهيونية تؤكّد إصرار حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على المضي في حرب الإبادة ضد شعبنا".

وأضافت أن "هذه الجريمة الإسرائيلية برفح مدفوعة بحسابات نتنياهو السياسية المرتكزة على التهرب من استحقاقات أي اتفاق يُنهي العدوان، دون اكتراث للكارثة الإنسانية المتواصلة في القطاع، أو لمصير أسرى العدو في غزة".

وشددت على أن "أي عملية عسكرية في رفح؛ لن تكون نزهةً لجيش الاحتلال الفاشي"، مؤكدة أن "المقاومة الفلسطينية على أتَمِّ الاستعداد للدفاع عن شعبنا ودحر هذا العدو وإجهاض مخططاته وإفشال أهدافه".

ودعت "حماس"، المجتمع الدولي، إلى "التحرك العاجل لوقف هذه الجريمة، التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ".

كما طالبت المنظمات والهيئات الإنسانية بـ "البقاء في أماكنها في مدينة رفح وعدم مغادرتها، أو الرضوخ لإرادة الاحتلال الفاشي، واستمرار القيام بدورها في تقديم العون للنازحين المدنيين العزل".

الأردن يطالب بتحرك دولي فوري لمنع مجزرة في رفح

وعلى صعيد ردود الفعل، طالب الأردن اليوم الإثنين المجتمع الدولي بتحرك فوري لمنع حدوث مجزرة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي الذي قال إن "الفشل" في منع مجزرة برفح جنوبي قطاع غزة، سيكون "وصمة عار لن تمحى"، داعيًا إلى موقف دولي "رادع" للحكومة الإسرائيلية.

وأضاف في منشور عبر صفحته على منصة "إكس" أن الفلسطينيين "يواجهون خطر مجزرة أخرى، تهدد قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها في رفح".

وختم: "عار على النظام الدولي أن تظل الحكومة الإسرائيلية ترتكب المجازر دون موقف دولي رادع يلجم وحشيتها".

مصر تحذر من عملية عسكرية في رفح

وسبق أن دعت دول عدة على رأسها الولايات المتحدة ومصر التي تقود الوساطة بين تل أبيب وحركة حماس بالتعاون مع قطر إلى تجنب أي عملية عسكرية في رفح المكتظة بالنازحين لخطورتها، إلا أن نتنياهو والوزراء الداعمين له في حكومته يصرون على العملية.

واليوم، حذرت مصر إسرائيل من مغبة شن عملية عسكرية في رفح مؤكدة أنها تنطوي على "مخاطر إنسانية بالغة".

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن مصر تدعو إسرائيل إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقنًا لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة".

وأكدت أنها مصر تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.

أي دور لمصر في ما يجري؟

وحول الموقف المصري من اجتياح رفح، قال الخبير في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات أحمد سيد أحمد، إنه معروف منذ البداية، وكانت مصر قد حذرت واعتبرت أن هذا الأمر خط أحمر لما له من تداعيات كارثية إنسانية وتداعيات تمس الأمن القومي المصري، وقد يؤثر على العلاقات بين مصر وإسرائيل.

وفي حديث إلى "العربي" من القاهرة، أوضح أحمد أن المقصود بالخط الأحمر الذي وضعته مصر، يتمثل في منع تهجير الفلسطينيين إلى الجانب المصري من الحدود مع رفح، بما يعني تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ مخطط التهجير القسري.

كما أن الخط الأحمر، حسب أحمد يتضمن عدم دفع الفلسطينيين إلى الاتجاه نحو الحدود، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحاول من خلال دعوتها السكان للتوجه شمالًا في قطاع غزة والابتعاد، إعطاء انطباع بأنها حريصة على تجنب أية مواجهة مع مصر، أو الوصول إلى سيناريو دفع الفلسطينيين إلى الحدود المصرية.

وأضاف أحمد أن ما قامت به إسرائيل اليوم من بدء مخطط إجلاء رفح يعكس حقيقة أن حكومة نتنياهو كانت تستهلك الوقت لتنفيذ هذا المخطط، لافتًا إلى أن تل أبيب دخلت عملية المفاوضات فقط لإظهار نفسها أمام أهالي الأسرى الإسرائيليين وأمام الإدارة الأميركية أنها مع المفاوضات، لكنها لم تقدم أي تنازلات.

وتابع أن إسرائيل تأخذ فشل المفاوضات وقصف حماس لكرم أبو سالم كذريعة، معربًا عن اعتقاده بأن الأمر يمثل تحولًا خطيرًا، لأن هذا الإجلاء تمهيد للاجتياح يدمر المفاوضات الحالية الدائرة بين حماس وإسرائيل.

لكنه رأى أن القاهرة اتخذت كل الإجراءات سواء في حماية الأمن القومي وحماية الحدود أو الإجراءات الأمنية أو غيرها من الإجراءات.

وأردف أن إسرائيل الآن ربما تحاول التحول من الاجتياح الشامل إلى الاجتياح التدريجي، وفكرة المربعات التي طبقتها في مناطق في دير البلح وخانيونس وغيرها، في محاولة على الأقل لتجنب أية ردود أفعال قد تؤدي إلى مواجهات أو صدامات، سواء مع الجانب المصري أو مع المجتمع الدولي.

وخلص أحمد إلى أن ما تقوم به إسرائيل الآن هو محاولة لجس النبض، ومحاولة لجر أفعال يؤكد إصرارها وموقفها الحقيقي بعدم الرغبة في تحقيق صفقة، وإنما ما كانت تقوم به في الأيام الماضية هو إستراتيجية وتكتيك لرمي الكرة في ملعب حماس والظهور أمام المجتمع الدولي بأنها استنفذت السبل، وبالتالي هناك تداعيات خطيرة ستنعكس على هذه الإستراتيجية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close