أظهر استطلاع للرأي، اليوم الجمعة، أن أكثر من نصف الإسرائيليين يفضلون اتفاق هدنة مع حركة "حماس" يشمل تبادلًا للأسرى، على تنفيذ عملية عسكرية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
الاستطلاع الذي أجراه مركز معهد "لازار" للدراسات على عينة عشوائية تشمل 500 إسرائيلي، ونشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أظهر أن "54% من الإسرائيليين المستطلعين يفضلون التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى، على تنفيذ عملية عسكرية في رفح".
ولفت إلى أن "79% من ناخبي الأحزاب اليمينية يؤيدون العملية في رفح، مقابل 81% من المصوتين لأحزاب اليسار والوسط الذين يفضلون اتفاق تبادل أسرى".
وذكرت "معاريف" أن المستطلعين "يعتقدون إن إبرام اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق نار في غزة، أهم من تنفيذ عملية عسكرية في رفح".
الهجوم على رفح
وتقدر تل أبيب وجود 133 إسرائيليًا محتجزًا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تعتقل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وأكدت إسرائيل في وقت متأخر من يوم أمس مقتل أحد المحتجزين، وهو درور أور (48 عامًا)، وأن جثته لا تزال في غزة.
في المقابل، أشار الاستطلاع إلى أن 38% قالوا إنهم يفضلون العملية العسكرية على التوصل إلى اتفاق، فيما لم يملك 8% رأيًا محددًا في هذا الشأن.
ورغم الضغوطات والمخاوف الدولية من عملية في مدينة رفح المكتظة بالنازحين، يتمسك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برغبته في اجتياح المدينة بذريعة القضاء على آخر معاقل حماس، حتى وإن توصل لصفقة تبادل للأسرى، وهو ما ترفضه "حماس" وتصر على إنهاء الحرب أولا.
ومساء الخميس، أفاد إعلام مصري بأن القاهرة تكثف اتصالاتها مع "حماس" وإسرائيل بشأن "نقاط خلافية" في المقترح الجديد لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، والذي تحاول واشنطن أيضًا الدفع من أجل إقراره.
قلق المجتمع الدولي
وتؤكد إسرائيل أن الاجتياح الذي تلوح به منذ فترة طويلة لرفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر وشيك، فيما تعد المدينة الملاذ الأخير لنحو مليون نازح فلسطيني، مما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن مصيرهم.
وتدعي إسرائيل أنها ستعمل على ضمان الإجلاء الآمن للمدنيين من رفح، حيث قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى تل أبيب يوم الأربعاء إنه لم يطلع على مثل هذه الخطة بعد.
يأتي ذلك بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول حربًا على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن دمار شامل وهائل في البنى التحتية والمباني، ما تسبب بكوارث وأزمات إنسانية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورًا، ورغم طلب محكمة العدل الدولية منها اتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.