أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء، بمقتل أحد عسكرييه وإصابة 23 آخرين بمعارك قطاع غزة خلال الـساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وبوتيرة يومية، تعلن فصائل المقاومة الفلسطينية عن عملياتها ضد قوات الاحتلال حيث تترك عددًا منهم بين قتيل وجريح إضافة إلى تدمير آلياتهم العسكرية. وتبث مقاطع مصورة توثق بعض تلك العمليات.
وقد أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم استهدافها قوة إسرائيلية راجلة بقذيفة مضادة للأفراد، أوقعتها بين قتيل وجريح جنوب حي الزيتون في مدينة غزة.
كما أشارت إلى عملية مركبة في منطقة "بلوك 4" بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 12 جنديًا إسرائيليًا.
ونشرت مقطع فيديو يوثّق التحام مقاتليها مع جنود الجيش الاسرائيلي وآلياته واستهداف حشوده بقذائف الهاون.
بدورها، ذكرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت بقذائف الهاون تجمعًا لآليات الاحتلال على جبل الكاشف شرقي مدينة جباليا.
وقد عبّر المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية، وفي مقابلة تلفزيونية، عن قلقه من المعارك في جباليا، وأشار إلى أن كتيبة جباليا قد رممت قدراتها العسكرية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها أول مرة.
عمليات مركبة تنفذها المقاومة
وأمس الثلاثاء، وثقت مقاطع فيديو نشرتها كتائب القسام عددًا من العمليات المركبة التي خاضتها المقاومة ضد جنود جيش الاحتلال وآلياته شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أعادت فيها المقاومة الاحتلال إلى المربع الأول للمواجهة، والمسافة صفر عادت من جديد.
وأظهر مقطع الفيديو ذاته مروحية إسرائيلية وهي تغادر منطقة القتال، بعد أن أجلت قتلى وجرحى عقب عملية القسام المركبة.
تلت ذلك لقطات وثقت سلسلة استهدافات للآليات العسكرية الإسرائيلية من بينها دبابة "ميركافا" بالقذائف المضادة للدروع، وخُتم الفيديو بعملية تفجير عين نفق بداخله قوة هندسة إسرائيلية حاولت الدخول لأحد الأنفاق شرقي رفح، والاستيلاء على روبوت خاص للكشف عن الأنفاق، وفقًا لبيان القسام.
صمود عظيم
وقد شهدت مقاطع فيديو المقاومة تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.
فوصف الباحث سعيد زياد ما يحدث في جباليا بالأسطوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو برأيه لا يشبه حتى الزخم القتالي الذي حدث في معركة جباليا الأولى.
وأضاف: "هناك حالة بسالة غير طبيعية عند المقاتلين، ربما تعود إلى التماسك الهائل والصمود العظيم للجبهة الداخلية. هذه المعركة تاريخية، ومختلفة، ويدفع العدو في كل متر يتقدمه خسائر فادحة".
أما صالح، فعلّق على المشاهد بقوله: "كنا نسمع قصص الأولين والسابقين، لا يخافون الموت ويقفون أمام الموت بصدور عارية، ونرى هذا الآن في وقتنا المعاصر".
بدوره، علّق محمد العيد على مشاهد معارك رفح بين المقاومة وجنود الاحتلال، قائلًا: "يظهر فيديو معارك رفح مشاهد لم نرها منذ بداية الحرب وجرأة ومهارة عالية لدى مقاتلي القسام، يقابلهم جنود في جيش الاحتلال يكون المقاوم خلفهم على بعد أمتار ولا ينتبهون له! هذا يدل على أن المقاومة ليست صامدة فحسب، بل تتقدم بشكل ملفت في الميدان".