بدأت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية محاولات لتشكيل ائتلاف، اليوم الإثنين بعد مكاسب قوية حققها اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
واتخذ الرئيس إيمانويل ماكرون مساء الأحد، قرارًا بحل الجمعية الوطنية والدعوة لانتخابات مبكرة في نهاية الشهر الجاري، في مجازفة رئاسية كبيرة تضع اليمين المتطرف في موقع قوة.
وفجّر ماكرون مفاجأة من العيار الثقيل عندما أشهر هذا السلاح الدستوري الذي نادرًا ما يُستخدم في فرنسا بعد الفوز الكاسح للتجمع الوطني اليميني المتطرف في الانتخابات البرلمانية الأوروبية بحصوله على عدد أصوات يفوق ما جمعه حزب "النهضة" الرئاسي بمرتين، مع 31,36% و14,60% على التوالي.
فون دير لاين تحتاج لدعم أغلبية
وقد يؤدي الميل صوب اليمين داخل البرلمان الأوروبي إلى أن يصبح تمرير تشريعات جديدة للاستجابة للتحديات الأمنية أو أثر تغير المناخ أو المنافسة في قطاع الصناعة من الصين والولايات المتحدة مهمة أصعب.
وخرجت فون دير لين، الألمانية رئيسة الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، بمكاسب هي أيضًا من انتخابات جرت على مدى أربعة أيام في دول التكتل البالغ عددها 27 دولة، وانتهت أمس الأحد، إذ زاد حزبها وهو حزب الشعب الأوروبي المنتمي ليمين الوسط مقاعده في البرلمان.
لكن لتضمن البقاء لولاية ثانية تستمر خمس سنوات في منصبها، تحتاج فون دير لاين إلى دعم أغلبية زعماء دول الاتحاد الأوروبي إضافة إلى أغلبية عاملة في البرلمان.
ومنحت نتائج أولية اليوم الإثنين أطرافًا رئيسية دعمت فون دير لاين في المرة السابقة، وهي حزب الشعب الأوروبي والاشتراكيون والليبراليون، مقاعد بلغت 402 إجمالًا في البرلمان المكون من 720 مقعدًا، لكن ذلك يعتبر على نطاق واسع في بروكسل أغلبية غير كافية لحرية التحرك.
لذلك ربما تتواصل فون دير لاين أيضًا مع حزب الخضر، الذي مني بخسائر فادحة، ومع رئيسة الوزراء الإيطالية القومية جورجا ميلوني التي عملت معها عن كثب.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الأحد، قالت فون دير لاين إنها ستبدأ محاولة إعادة بناء الأساس البرلماني لولايتها الأخيرة.
وأضافت لصحفيين في بروكسل: "أعمل على بناء أغلبية واسعة للقوى المؤيدة لأوروبا. وهذا سبب استعانتنا، بدءًا من الغد، بالتيارات السياسية الكبيرة التي أسسنا لعملنا معها".
وأشارت فون دير لاين إلى أنها ستتحدث مع آخرين بعد هذه المشاورات المبدئية لتبقي خياراتها مفتوحة.
وقالت إنها تهدف إلى العمل مع أطراف "مؤيدة لأوروبا.. مؤيدة لأوكرانيا ولحكم القانون" وهي صفات قالت إنها تعتقد أنها تنطبق على حزب ميلوني ولا تنطبق في ذات الوقت على أحزاب يمينية متطرفة أخرى.
"نتيجة الانتخابات جيدة"
وضمن السياق، يتفق المحللون على أن نتيجة الانتخابات كانت جيدة لفون دير لايين رئيسة لائحة محافظي حزب الشعب الأوروبي الذين عززوا موقعهم كأكبر كتلة في البرلمان الأوروبي.
وحصل ائتلاف الاشتراكيين الديموقراطيين والليبراليين والمحافظين الذين عينوها عام 2019 على غالبية تزيد عن 400 مقعد من أصل 720 في البرلمان الجديد.
وقالت هيذر غرابه من معهد بروغل إن "الائتلاف الوسطي يبقى النتيجة الأكثر ترجيحًا للانتخابات، وبالتالي فمن المفترض أن يواصل الاتحاد الأوروبي العمل كما في الماضي".
بدورها رأت كريستين فيرجيه نائبة رئيس معهد جاك دولور، أن فون دير لايين "تملك غالبية على الورق" لكنها رغم ذلك "في موقع دقيق"، مضيفة أن "الخبراء يقدرون بحوالى 10% خسارة الأصوات" التي قد تتكبدها بسبب الانشقاقات، وعندها لن يكون انتخاب النواب الأوروبيين لها لولاية ثانية مضمونًا.
لكن اشتراكيين وليبراليين والخضر أيضًا أعلنوا أنهم لا يعتزمون العمل مع اليمين المتطرف مما يضيف صعوبة وحساسيات لمهمة فون دير لين في تشكيل ائتلاف.
والأحزاب القومية والشعبوية والمتشككة في الاتحاد الأوروبي في طريقها للفوز بنحو ربع مقاعد البرلمان الأوروبي.