طوت الحرب الدموية على قطاع غزة يومها الثاني والخمسين بعد المئتين، وسط تصاعد الغارات الجوية والهجمات البرية التي ينفذها جيش الاحتلال داخل مناطق القطاع.
فقد تمكنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، من تفجير منزل مفخخ بقوة إسرائيلية شرق حي الزيتون بمدينة غزة، بينما نجح عناصر القسام في "تفجير عين نفق فُخِّخ مسبقًا بقوة إسرائيلية راجلة وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح" في نفس المنطقة.
كما أعلنت الكتائب في بيان لاحق أنها استهدفت تجمعًا للقوات الإسرائيلية شرق حي الزيتون "بعدة رمايات من قذائف الهاون عيار 120 ملم".
وخاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع القوات الإسرائيلية المتوغلة جنوب مدينة غزة، بالإضافة إلى مواصلة التصدي للقوات المتوغلة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث تتركز المعارك في حي تل السلطان غربي المدينة.
مقتل أسيرين إسرائيليين
وبينما لا تزال المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار في قطاع غزة جارية، وفقًا لوسائل إعلام عبرية، أعلنت كتائب القسام عن مقتل أسيرين إسرائيليين في قصف إسرائيلي استهدف مدينة رفح قبل أيام.
وفي مقطع مصور نشرته كتائب القسام عبر قناتها على "تلغرام"، قالت في رسالة إلى الإسرائيليين: "جيشكم قتل اثنين من الأسرى في القصف الجوي على مدينة رفح قبل أيام".
وأضافت: "جيشكم يخدعكم ويستمر في خداعكم". وتابعت: "حكومتكم لا تريد أن تستعيد الأسرى إلا في توابيت".
ويركز جيش الاحتلال عملياته على رفح بجنوب القطاع حيث أطلق في 7 مايو/ أيار هجومه البري بهدف "القضاء على حماس"، وفق قوله، لكن عمليات القصف والمعارك تستمر في أماكن أخرى في قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن مروحيات إسرائيلية كانت تطلق النار على أحياء في وسط وغرب مدينة رفح. وأفاد الجناح العسكري لحركة حماس بأن "كتائب القسام تدك قوات العدو المتوغلة جنوب غرب حي تل السلطان بمدينة رفح بقذائف الهاون".
وفي ساعات الفجر الأولى من الجمعة، أفاد شهود عن وقوع ضربات إسرائيلية في مناطق مختلفة من قطاع غزة الذي يعاني أزمة إنسانية كبرى والمهدد بمجاعة حيث نزح حوالي 75% من سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة.
ارتفاع عدد الشهداء
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الجمعة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر، إلى 37266 شهيدًا و85102 جريحًا.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى، إنّ "الاحتلال ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 34 شهيدًا و71 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وفي سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة، الجمعة، عقوبات على مجموعة إسرائيلية متطرفة اتهمتها بعرقلة القوافل ونهب وحرق الشاحنات التي تحاول إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومنذ اندلاع حربها على غزة، فرضت الحكومة الإسرائيلية قيودًا شديدة على إيصال المساعدات الأساسية إلى القطاع، مما أدى إلى نقص الغذاء والماء، ويعاني آلاف من الأطفال سوء التغذية الحاد.
و"تساف 9" هي مجموعة يمينية تسعى إلى منع وصول أي مساعدات إلى غزة ما دام هناك أسرى إسرائيليون في القطاع الفلسطيني.
واليوم الجمعة، دعا زعماء مجموعة السبع إلى السماح لوكالات الأمم المتحدة، ومن بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بالعمل بدون عائق في القطاع الفلسطيني الذي يعيش أزمة إنسانية مستفحلة في ظل الحصار والحرب، وفق ما جاء في البيان الختامي لقمتهم.
خسائر مدمرة على المدنيين
إنسانيًا، وصف برنامج الأغذية العالمي، الخسائر بين المدنيين بأنها "مدمرة" وسط تصاعد القتال جنوبي قطاع غزة ووسطه.
وحذر نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو، في منشور على حسابه عبر منصة إكس، من أن "استمرار العمليات (الإسرائيلية) العدائية يجعل من المستحيل تقريبًا توصيل المساعدات الغذائية التي تشتد الحاجة إليها بقطاع غزة".
وقال سكاو: "مع تصاعد القتال في جنوب ووسط غزة، فإن الخسائر في صفوف المدنيين مدمرة".
وأضاف أن "استمرار بيئة العمليات العدائية يجعل من المستحيل تقريبًا على العمليات الإنسانية توصيل المساعدات الغذائية التي تشتد الحاجة إليها".
من جانبه، وثق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة "حقائق مهمة" عن واقع الأطفال في القطاع تحت العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقال المكتب الإعلامي إنّ 15694 طفلًا قتلوا جراء العدوان الإسرائيلي، فيما أصيب نحو 34 ألفًا، إضافة إلى وجود نحو 3600 طفل مفقود تحت الأرض.
وأشار الإعلام الحكومي إلى أن نحو 1500 طفل فقدوا أطرافهم أو عيونهم أو باتوا بعاهة مستديمة بسبب الإصابة جراء العدوان الإسرائيلي، لافتًا إلى أن مالا يقل عن 200 طفل مختطف لدى الاحتلال.
وأوضح كذلك أن 17 ألف طفل أصبحوا أيتامًا، 3% منهم فقدوا كلا الوالدين. وأكثر من 700 ألف طفل نزحوا قسرًا عن أماكن سكناهم، ونحو 650 ألف طفل فقدوا منازلهم بعد أن دمرها الاحتلال.