كشف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، الأربعاء، عن قلقه من احتمال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى لبنان، محذرًا من أن ذلك يمكن أن يكون "مروعًا".
ومع اقتراب الحرب على غزة دخولها شهرها العاشر، حذرت الولايات المتحدة أكبر حلفاء إسرائيل من خطر نشوب نزاع كبير ضد حزب الله في لبنان بعد تصاعد عمليات تبادل القصف عبر الحدود.
والأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمّت "المصادقة" على خططه لشن هجوم على لبنان، ما أدى إلى صدور تهديدات جديدة من الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.
"شرارة نار"
وقال مارتن غريفيث، الذي تنتهي ولايته في نهاية الشهر، للصحافيين في جنيف: "إني أرى ذلك بمثابة شرارة ستشعل النار في البارود.. وهذا يمكن أن يكون مروِّعًا"، مشيرًا خصوصًا إلى جنوب لبنان. وأكد أنه بحث مع زملائه في القدس احتمالات ما قد يحصل هناك.
وأفاد: "نشعر بالقلق من احتمال وقوع مزيد من المآسي وسقوط قتلى".
وحذر من أن حربًا ينخرط فيها لبنان "ستجر سوريا... ستجرّ آخرين"، و"سيكون لها بالطبع انعكاسات على غزة. بالطبع سيكون لها انعكاسات على الضفة الغربية". وأكد أن الوضع "مقلق جدًا".
والثلاثاء، أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أن مركبة ثلاثة متعاقدين كانوا عائدين من مقر البعثة في قرية شمعة في جنوب لبنان "تعرّضت إلى إطلاق نار"، مشيرة إلى عدم وقوع "أي إصابات خطيرة".
ودان مدير عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيار لاكروا الحادثة مشيرًا إلى تصعيد عند الحدود.
"زيادة تدريجية في التصعيد"
وشرح في إيجاز في مقر الأمم المتحدة في نيويورك "ندين بالتأكيد الهجمات ضد أولئك المتعاقدين كما ندين الهجمات ضد المدنيين وبالتأكيد الهجمات ضد عناصر حفظ السلام التابعين لنا أيضًا".
وأضاف "ما رأيناه على مدى.. الأسبوع الأخير، إن لم يكن نوعًا من التصعيد الشامل، فهو بالتأكيد زيادة، زيادة تدريجية، في شدة تبادل إطلاق النار هذا".
وقال غريفيث إنه منذ اندلاع الحرب، "علّمتنا غزة مستوى جديدًا من المأساة والقسوة.. لكننا جميعنا نشعر بالقلق من أن ذلك قد يكون مجرّد بداية".
وأشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وغير ذلك من الوكالات الإغاثية تستعد لأزمة أوسع.
وقال: "هناك درجة عالية من الجهوز في الشق الإغاثي"، لكنه أضاف أن الحاجة هي لجهوز "سياسي". وأضاف أن "المشكلة تكمن في الحؤول دون تفاقم هذه الحرب".
استهداف مواقع في مزارع شبعا
ميدانيًا، أفاد مندوب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن الطيران الحربي الإسرائيلي "نفذ قرابة العاشرة من مساء اليوم عدوانًا جويًا مستهدفًا حي المشاع في مدينة النبطية بصاروخين من نوع جو ارض". وقد توجهت فرق الإغاثة إلى المكان المستهدف.
كما أغار الطيران نفسه على بلدة الخيام وعلى المنطقة الواقعة بين العديسة وكفركلا، وحلق على علو منخفض فوق القطاع الشرقي.
ووفقًا للوكالة، "أطلق العدو صاروخًا موجهًا ناحية الأحياء السكنية في بلدة الضهيرة الفوقا بالقطاع الغربي".
من جهته، أعلن حزب الله في بيان، استهداف "موقع العاصي بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة".
كما استهدف عناصر الحزب أيضًا موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وفي بيان سابق، أعلن حزب الله استهداف "مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابةً مباشرة".
إلى ذلك، دعت ألمانيا الأربعاء مواطنيها إلى مغادرة لبنان في أقرب وقت نظرًا إلى خطر التصعيد في المنطقة، لتنضم بذلك إلى بلدان عربية وأجنبية أخرى على غرار كندا.
والأربعاء، حدّثت الخارجية الألمانية توجيهاتها بشأن السفر إلى البلاد قائلة: "يُطلب بشكل عاجل من المواطنين الألمان مغادرة لبنان".
وأضافت أنه "يمكن للتوترات البالغة الحالية عند المنطقة الحدودية مع إسرائيل أن تشهد مزيدًا من التصعيد في أي لحظة".
وحذّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الثلاثاء من أن أي "سوء تقدير" يمكن أن يشعل حربًا شاملة بين إسرائيل وحزب الله، داعية إلى "أقصى درجات ضبط النفس" في ظل ارتفاع منسوب التوتر.
وقالت بيربوك في تصريحات نشرتها على منصة "إكس": "مع كل صاروخ يعبر الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، يزداد خطر أن يؤدي سوء تقدير إلى اندلاع حرب".