واصل المنتخب الأرجنتيني عروضه المميزة في بطولة كوبا أميركا، فجر اليوم الأحد، حيث تمكن من التغلب على نظيره البيروفي بهدفين للمهاجم المتألق لاوتارو مارتينيز، وسط غياب الأسطورة ليونيل ميسي عن المباراة الأخيرة لمنتخب بلاده في دور المجموعات.
وأقصت الأرجنتين بطل العالم في قطر 2022 منتخب البيرو عن البطولة، كما خاضت المباراة بلاعبين من الصف الثاني، بعد ضمان التأهل للدور ربع النهائي عقب تسجيلها انتصارين في المباراتين السابقتين.
وهز مارتينيز، الذي شارك في التشكيلة الأساسية لأول مرة في البطولة، الشباك في الدقيقتين 47 و86 ليسجل في المباراة الثالثة على التوالي.
وأنهى مهاجم إنتر ميلان الإيطالي هجمة سلسة في الدقيقة 47، إذ سدد الكرة بهدوء فوق حارس بيرو بيدرو غاليسي، ثم كرر الأمر ذاته في الدقيقة 86 مسددًا الكرة مرة أخرى فوق غاليسي، ليحرز هدفه الثاني بعد تعثر دفاعي للفريق المنافس.
"فلنواصل العمل"
وقال مارتينيز، الذي تعرض لانتقادات بسبب أدائه في كأس العالم 2022 بقطر الذي فازت به الأرجنتين، في تصريحات تلفزيونية: "أنا سعيد لأني تمكنت من التسجيل في مباريات دور المجموعات الثلاث ولأني تمكنت من مساعدة الفريق، وهذا هو المهم".
وأضاف: "أنا بخير، كما قلت لدى انتهاء المباراة مع تشيلي، قضيت موسما رائعًا مع فريقي وشعرت أني بحالة جيدة، كما شعرت بأني مستعد للتخلص من الغصة التي عانيت منها في كأس العالم، وكان ذلك مهمًا بالنسبة لي، والاستعداد جيدًا لكأس كوبا أميركا، وهو ما فعلته وأنا أظهر ذلك. دعونا نواصل العمل".
وكانت الأرجنتين قد تأهلت بالفعل لدور الثمانية قبل المباراة التي أقيمت في ميامي بفوزها على كندا وتشيلي في أول جولتين. ومنح تأمين التأهل الأرجنتين فرصة لإراحة اللاعبين الأساسيين ومن بينهم قائد الفريق ليونيل ميسي.
ميسي الاحتياطي
وجلس ميسي على كراسي الاحتياط مشجعًا زملاءه في أرضية الملعب، واحتفل مارتينيز بهدفه الثاني عبر التوجه إليه ومعانقته في لحظة نالت استحسان الجمهور الأرجنتيني الذي حضر بكثافة.
ويتعافى ميسي، الذي احتفل بعيد ميلاده 37 يوم الإثنين، من إصابة في الفخذ تعرض لها خلال الفوز على تشيلي الثلاثاء الماضي. ومن المتوقع أن يعود لمباراة دور الثمانية يوم الخميس في هيوستون أمام فريق المركز الثاني في المجموعة الثانية.
ورغم غياب مدربها ليونيل سكالوني، بسبب الإيقاف والغرامة على خلفية تأخر فريقه في العودة من غرفة تبديل الملابس قبل الشوط الثاني في مباراتيه السابقتين، والتغيير الكبير في التشكيلة الأساسية لم تتعرض الأرجنتين إلى حد كبير لأي تهديد من المنافس.
وسيطر حامل اللقب على الكرة في الشوط الأول، فلاحت له ثلاث فرص للتسديد على المرمى لكن غاليسي حارس بيرو أبقى النتيجة على حالها بتصديه لسلسلة من الكرات، أبرزها جاءت من ركلة حرة متقنة من لياندرو باريديس في الدقيقة 26.
وسنحت للأرجنتين فرصة ذهبية لتوسيع الفارق عندما حصلت على ركلة جزاء بسبب لمسة يد في الدقيقة 72 لكن تسديدة باريديس ارتطمت بالقائم.
وسينضم إلى الأرجنتين في دور الثمانية منتخب كندا ثاني المجموعة الذي تأهل بعد تعادله مع تشيلي من دون أهداف في المباراة الأخرى بالمجموعة الأولى.
مباراة متوترة
ورغم التعادل السلبي، فإن المباراة حملت لحظات مثيرة، لا سيما مع طرد أحد لاعبي التشيلي، التي حلت في المركز الثالث وخرجت من دور المجموعات للمرة الأولى منذ عام 2004.
ورفع التعادل رصيد كندا، التي تشارك لأول مرة في كوبا أميركا، إلى أربع نقاط في المجموعة الأولى بفارق خمس نقاط خلف الأرجنتين المتصدرة التي سبق وضمنت التأهل إلى دور الثمانية.
وقال ألفونسو ديفيز، قائد كندا: "كنا نعرف قبل هذه المباريات أن الأمر لن يكون سهلًا." وأضاف مدافع بايرن ميونخ قوله: "علينا القتال بكل قوة. وعلينا القيام بكل ما نستطيع للاستمرار، لقد واجهنا صعوبات بالتأكيد في بعض الأحيان. لكننا واجهنا هذه الصعوبات سويًا وتجاوزناها سويًا".
وخرجت تشيلي من البطولة من دون تسجيل أي هدف مما يطيل أمد الجفاف التهديفي الذي تعاني منه، إذ سجلت ثلاثة أهداف فقط في أول ست مباريات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
اعتراضات على التحكيم
وفي ظل حاجتها للفوز وانتظار نتائج في صالحها من مباراة الأرجنتين وبيرو، أصبحت مهمة تشيلي الشاقة أكثر صعوبة بعد حصول جابرييل سوازو على البطاقة الصفراء الثانية في الدقيقة 27، بسبب عرقلة ريتشي لاريا. واحتج لاعبو تشيلي بغضب على البطاقة الحمراء وانتقدوا التحكيم بعد المباراة.
وقال أليكسيس سانشيز مهاجم تشيلي: "يجب على الكونميبول (اتحاد أميركا الجنوبية) أن يكون أكثر كفاءة ويتعلم من أوروبا، فالتحكيم بهذه الطريقة يجعلك غاضبًا. بطاقة حمراء تقضي على المباراة بأكملها". وأضاف: "أعتذر لمواطني بلادي عن هذا الخروج لكننا سنبذل قصارى جهدنا للتأهل لنهائيات كأس العالم".
وشعرت تشيلي أيضًا بالغضب بعد أن بدا أن المدافع الكندي مويس بومبيتو ضرب رودريغو إيتشيفيريا بمرفقه في الدقيقة الخامسة من المباراة، لكن حكم الفيديو المساعد لم يراجع الواقعة.
وشارك القائد كلاوديو برافو، الغائب عن الملاعب بسبب الإصابة، مقطعًا مصورًا للواقعة على منصة إكس للتواصل الاجتماعي قائلًا: "إنه أمر لا يصدق أنه مع التكنولوجيا الموجودة اليوم في عالم كرة القدم، يمكنهم إرباكك بهذه الطريقة، من الصعب جدًا أن نفهم، ومن المستحيل المنافسة بهذه الطريقة. خرجنا ورؤوسنا مرفوعة، قدمنا كل شيء!".