Skip to main content

بعد الإفراج عن أبو سلمية.. كيف فشلت رواية الاحتلال بشأن مستشفيات غزة؟

الإثنين 1 يوليو 2024
أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن خمسين أسيرًا من غزة - الأناضول

أثارت عملية إطلاق سراح نحو خمسين أسيرًا فلسطينيًا في قطاع غزة، بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية وأطباء آخرون، جدلًا واسعًا وانتقادات للحكومة والأجهزة الأمنية في إسرائيل.

وكشف أبو سلمية تعرضه للتعذيب حيث وصف الظروف التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال بالمأساوية.

وعبر حاجز كيسوفيم شرقي دير البلح وسط قطاع غزة، أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن خمسين أسيرًا. وما إن تم إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء الطبي حتى ثارت في إسرائيل جولة من الجدل وتبادل الاتهامات حول هذا الإجراء.

تعذيب جسدي ونفسي

فقد ألقت رئاسة الحكومة باللوم على الجهات الأمنية التي يقع على عاتقها فحص هويات الأسرى، وأشارت إلى أن قرار الإفراج تم دون علم المستوى السياسي أو قادة الأجهزة، بينما أكد مكتب وزير الأمن عدم علم يوآف غالانت بالعملية.

بدوره، خرج وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير ليطالب بإقالة رئيس جهاز "الشاباك" على خلفية إطلاق سراح الأسرى.

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، إن خروجه لم يكن ضمن صفقة، مع التأكيد على عدم وجود لائحة اتهام ضده من المحكمة الإسرائيلية. 

كما أشار إلى تعرض آلاف الأسرى للتعذيب الجسدي والنفسي داخل سجون الاحتلال، وهذا ما تداولته أيضًا تصريحات صحفية وشهادات أدلى بها أسرى آخرون تم الإفراج عنهم.

وكان التلفزيون العربي كشف منذ أسابيع ما يحدث في معتقل سدي تيمان سيئ الصيت والسمعة، بعد تسليط الضوء على ما يجري في غياباته من انتهاكات.

وقد أعاد الإفراج عن أبو سلمية إلى الواجهة الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في مجمع الشفاء الطبي، بعدما روجت ادعاءات بأنه مركز أساسي لحركة حماس، فدمرت معظم مبانيه عبر اقتحامات متكررة، وارتكبت مجازر مروعة داخله وانسحبت منه، ليكتشف الغزيون مقابر جماعية لأبنائهم في ساحات المستشفى.

مدير مجمع الشفاء الطبي حر بعد اعتقاله منذ نوفمبر الماضي - غيتي

"الرواية الإسرائيلية تتدهور حول المستشفيات"

وفي هذا الإطار، قال مادس غيلبرت مسؤول الفريق الطبي النرويجي إلى غزة سابقًا: "نحيي صمود الأطباء المعتقلين لدى الاحتلال ومنهم أبو سلمية وباقي الأطباء والمعتقلين الآخرين الذين لم يجب اعتقالهم في البداية وسط وجود أعداد أكبر من المعتقلين لدى الاحتلال من غزة". 

وأضاف غيلبرت في حديث إلى التلفزيون العربي من أوسلو: "رغم التعذيب الذي تعرض له أبو سلمية فإن هذا الأخير وعد ببناء مجمع الشفاء الطبي والمنظومة الصحية في غزة".

واعتبر غيلبرت، أنه بعد إطلاق سراح أبو سلمية بدون تهمة موجهة إليه، فإن "غالبية النرويجيين شاهدوا كذب الرواية الإسرائيلية وهم يريدون مقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها وكل أسبوع هناك تظاهرات واسعة وخاصة من العاملين في القطاع الطبي ضد الانتهاكات التي تتعرض لها الطواقم الطبية في غزة". 

وزاد بالقول: "ما نراه اليوم هو مزيد من الانقسام في إسرائيل، حيث تخسر حكومة نتنياهو قوتها وهذا أمر مهم، وكذلك فإنه مع الإفراج عن أبو سلمية هذا يوثق مجددًا أنه لا إثباتات إسرائيلية عن أن المستشفيات بغزة استخدمت كمراكز عسكرية ما يعني أن الرواية الإسرائيلية تتدهور حول المستشفيات وتظهر بأنها كذبة كبيرة". 

ماذا يعني عودة أبو سليمة من الاعتقال؟

بدوره، قال جاكي خوري الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن "مجمع الشفاء الطبي تم تصويره في بداية الحرب للرأي العام الإسرائيلي بأنه جزء من المنظومة المرتبطة بحماس ولم يكن مأوى لعلاج أهالي غزة، بل مكانًا للقسام وغيرها وهذا ما صورته وسائل الإعلام الإسرائيلية في محاولة لتصوير أن جزءًا من الرهائن كانوا في المجمع فضلًا عن حملات مركزة تحاول إظهار المجمع بأن مرافقه هي مخزن للسلاح ومراكز للعمليات العسكرية".

وأضاف خوري في حديث إلى التلفزيون العربي، من حيفا، "أن أبو سليمة عاد من الاعتقال رغم الرؤية الإسرائيلية أن هذا الطبيب هو جزء من منظومة حماس التي نفذت هجوم السابع من أكتوبر، هو اليوم حر طليق ولم توجه له تهمة واحدة".

ونوه خوري، إلى أن "عدم توجيه تهمة لأبو سليمة لا يناقش إسرائيليًا، كما لا تناقش حقوق المعتقلين الفلسطينيين وكيفية التعامل معهم لأن هذا ليس على أجندة الرأي العام الإسرائيلي".

ومضى يقول: "هناك سباق داخل الحكومة الإسرائيلية الآن عن كيفية إطلاق سراح أبو سلمية، وسط إعادة حسابات حول إطلاق سراح المعتقلين من غزة".

واستدرك قائلًا: "لو أرادت إسرائيل الإبقاء على أبو سلمية لوجدت أكثر من طريقة لإبقائه في المعتقل، وخاصة إذا كان له ارتباط بحماس".

"انتقام من المعتقلين"

من جانبه، أشار المحامي والحقوقي خالد محاجنة، إلى أن "ما حصل اليوم في غزة مهزلة بخصوص الإفراج عن المعتقلين لكون الإفراج يكون بأمر من المحكمة الإسرائيلية من قبل وحدات التحقيق بمعنى لا يمكن للأسير أن يخرج لوحده إلا بقرار واضح من وحدة التحقيق أي المخابرات الإسرائيلية إلى ضابط المنطقة. وبناء عليه تم الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين".

وأضاف في حديث إلى التلفزيون العربي من أم الفحم: "الكل يحاول في إسرائيل التملص من عملية الإفراج عن المعتقلين وعلى رأسهم أبو سلمية، رغم أن عملية الإفراج قانونية".

ونوه محاجنة، إلى أن "المعتقلين في سجون الاحتلال يتعرضون للتعذيب والتنكيل ولا تراعى بحقهم القوانين الدولية".

وأكد محاجنة، أنه وثق شهادات لمعتقلين في سجون الاحتلال عقب السابع من أكتوبر 2023، وراح يقول: "أبو سلمية أكد على رواية معتقلين سابقين من التكبيل اليومي منذ أشهر، وكذلك عصب الأعين وتقديم الطعام السيئ لهم والاغتصاب من قبل المجندين، فضلًا عن بتر أطراف الأيدي والأرجل بدون تخدير والهدف هو الانتقام فقط لأنهم من غزة".

وتابع قائلًا: "الصحفي محمد عرب الذي يعمل صحفيًا متعاونًا مع التلفزيون العربي كشف عن ممارسات شنيعة من الاحتلال في سجونه".

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة