Skip to main content

مرحلة جديدة.. كيف ستؤثر محاولة اغتيال ترمب على مزاج الناخبين؟ 

الإثنين 15 يوليو 2024
دعا ترمب في أول تصريح له عقب محاولة اغتياله إلى وحدة الصف - غيتي

دخلت الولايات المتحدة مرحلة جديدة في تاريخها مع تزايد العنف السياسي إثر محاولة اغتيال المرشح الرئاسي دونالد ترمب، ومنعطفًا آخر في السباق الرئاسي المتوتر بين جو بايدن وترمب، كما تصفه صحف أميركية.

فقد أعادت رصاصة خاطئة في بنسلفانيا خلط الأوراق، ودفعت بموجة من الاتهامات الجمهورية ضد الديمقراطيين، بما فيها إلقاء اللوم على الرئيس الحالي لمسؤوليته عن تصاعد خطابِ الكراهية ضد ترمب، وفق التصريحات.

ترمب الذي ظهر رافعًا قبضته بوجه مدمى، ويعرف تمامًا أثر لغة الصورة وأبجدياتها على الجماهير، دعا في أول تصريح له إلى وحدة الصف، مؤكدًا عزمه مخاطبة الأميركيين بعد أيام في ويسكونسن، بينما طالب مشرِّعون جمهوريون بجلسة استماع في الكونغرس، على خلفية محاولة الاغتيال.

من جهتها، أفادت وكالة رويترز بأن الحملة الانتخابية لترمب قررت تشديد إجراءات الحماية في مكاتبها، بينما أكد مسؤول فيدرالي لوسائل إعلام أميركية أنه ستُعاد دراسة الخطط الأمنية لمؤتمر الحزب الجمهوري المقبل في ضوء التطورات الأخيرة.

أمنيًا أيضًا، نفى جهازُ الخدمة السرية اتهامات الجمهوريين له بالمسؤولية والتقصير، مؤكدًا عدمَ رفضه توفير حماية إضافية للمرشح الرئاسي دونالد ترمب.

"ترمب سيستفيد"

وفي هذا الإطار وصف "ماثيو هارت" المخطط الإستراتيجي في الحزب الجمهوري محاولة اغتيال ترمب بـ"العمل البغيض"، لافتًا إلى أن الجمهوريين سيتفاعلون دعمًا للرئيس السابق هذا الأسبوع بعد الحادثة.

وقال هارت في حديث إلى التلفزيون العربي من فرجينيا: "للأسف نقول إن عملًا كهذا سيفيد ترمب بعدما رأى الشعب الأميركي ما حدث، إذ إن إطلاق النار عليه عمل عنيف بالنسبة لمن يريدون رؤية احترام الدستور وإعطاء الدعم للرئيس السابق في الانتخابات".

اللحظات الأولى عقب محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب - غيتي

وأضاف: "أنا ممتن لخطاب بايدن المتوازن بعد محاولة الاغتيال، لكن ما نعرفه أن كاميلا هاريس نائبة بايدن جمعت أموالًا لمتظاهرين متطرفين وخاصة في ظل تصريحات بايدن ضد ترمب في الفترة الأخيرة".

وأشار هارت إلى أن "قيادة الخدمة السرية سوف تمثل أمام مجلس النواب وستتحدث عن تفاصيل الحادثة، في حين يتصاعد خطاب عنيف، مما يدفع وكالات الأمن لحماية الشخصيات السياسية". 

وختم بالقول: "التقارير الأولية تتحدث عن أخذ المنفذ السلاح من والده ورغم ذلك هناك شكوك حول أهليته".

"تأثير على الناخب"

بدوره اعتبر ريتشارد تشازدي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن أنه "من الواضح أن ترمب أظهر صورة صامدة وخاصة بقبضته بعد محاولة الاغتيال"، مشيرًا أيضًا إلى دعوته للقتال والنضال على نحو "قد يؤثر على بعض المصوتين الذين لم يتخذوا قرارهم في بعض الولايات".

ونوه تشازدي في حديث للتلفزيون العربي من واشنطن إلى أن "النقاش حول زيادة الترتيبات الأمنية سيكون على قدم وساق وسيزداد بشكل غير علني".

وذكّر بأن رئيس مجلس النواب طالب بفتح تحقيق مستقل والإجابة على أسئلة مثل وجود المنفذ على مسافة قريبة، وسبب عدم شموله بالمراقبة الأمنية.  

"وضع سياسي متوتر"

من جانبه رأى حافظ الغويل، وهو كبير الباحثين في معهد الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز أن ما جرى "يعكس حدة الانقسام في الولايات المتحدة وخطورة الانتخابات من وجهة نظر الناخبين".

وأضاف في حديث إلى التلفزيون العربي: "نحن أمام رئيس أميركي دخل مرحلة الشيخوخة (في إشارة إلى بايدن) وهناك شك في قيادته لهذه الدولة، بالمقابل هناك مرشح مسؤول لدرجة كبيرة على خطاب متشدد على مدى السنوات وحكم عليه في المحاكم الأميركية".

وبالتالي "هذا الانقسام يخلق وضعًا يكون فيه العنف ممكنًا، معتبرًا أن المشكلة الأكبر تتمثل في "توحيد البلاد في خطاب يعمل على خلق بيئة هادئة لهذه الانتخابات، حيث سيقوم الجمهوريون باستغلال ما حدث ضد بايدن، باعتبار أن ما جرى يقع على مسؤولية الرئيس وأن قيادة الأمن السري تتبع له"، وفق الغويل.

ومضى يقول :"الديمقراطيون يريدون التأكيد أن الحادث عابر، وأن العنف في السياسة الأميركية ليس بجديد رغم توقفه منذ عقدين، ولكن الجديد الآن هو دخول البلاد في وضع سياسي متوتر".

وأشار الغويل إلى "أن ترمب ظهر متحديًا الموت ودافع عن آرائه، وبالتالي أصبح هناك تعاطف معه".

المصادر:
العربي
شارك القصة