قرر الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأحد، الانسحاب من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك بعد أن فقد أقرانه الديمقراطيون الثقة في قدرته البدنية والعقلية على التغلب على المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
ويأتي قرار بايدن بعد نحو أسبوع من محاولة اغتيال ترمب، وبعد أيام من إعلان مرضه بفايروس كورونا.
الإعلان يعد "مفاجئًا"
وقال بايدن في منشور على منصة "إكس" إنه سيواصل أداء مهامه كرئيس وقائد أعلى للقوات المسلحة حتى انقضاء فترة ولايته في يناير/ كانون الثاني 2025، مضيفًا أنه سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وأضاف بايدن في المنشور: "لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أخدم كرئيس لكم. ورغم أنني كنت أعتزم الترشح لولاية أخرى، أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أتنحى وأركز فقط على أداء مهامي الرئاسية خلال الفترة المتبقية من ولايتي".
وأفاد مراسل التلفزيون العربي من واشنطن، عماد الرواشدة، بأنّ الإعلان يعد مفاجئًا بعد التصريحات التي أصدرها الرئيس الأميركي والمحيطين به بشأن استمراره في السباق الانتخابي أمام خصمه الجمهوري ترمب.
وأشار إلى أن الضغوط كانت كبيرة على بايدن بشأن الانسحاب من خوض السباق الانتخابي، لا سيما بعد دعوات متزايدة من الأعضاء الديمقراطيين تطالبه بضرورة الانسحاب.
بايدن يدعم ترشح هاريس
وفي أول تعليق له على انسحاب بايدن، قال ترمب لشبكة "سي.إن.إن"، إنه يعتقد أن هزيمة نائبة الرئيس كامالا هاريس ستكون أسهل من هزيمة بايدن.
وقال مراسل من الشبكة على منصة "إكس" إن ترامب أدلى بهذه التصريحات للشبكة التلفزيونية بعد وقت قصير من إعلان بايدن قراره.
وأعلن بايدن أنه يؤيد ترشيح الحزب الديمقراطي نائبته كامالا هاريس لانتخابات 2024 الرئاسية. وقال بايدن عبر منصة إكس: "اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام".
وينظر كثيرون إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس على أنها بديل منطقي، لكن العديد من الديمقراطيين يفضلون أن تتنافس على بطاقة الترشح مع بعض الوجوه الديمقراطية الصاعدة.
تحديات أمام كامالا هاريس
سيكون الحزب الديمقراطي أمام مقامرة تاريخية إذا لجأ إلى نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لخوض سباق الرئاسة بدلًا من جو بايدن، مراهنًا بذلك على قدرة هاريس ذات البشرة السوداء على التغلب على العنصرية والتمييز الجنسي وأخطائها السياسية لهزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
فعلى مدار تاريخ الديمقراطية في بلادهم الذي يعود لأكثر من قرنين، لم ينتخب الأميركيون سوى رئيس أسود واحد فقط، ولم ينتخبوا امرأة ذات بشرة سوداء قط، وهو ما يجعل حتى بعض الناخبين السود يتساءلون عما إذا كانت هاريس قادرة على تجاوز أصعب سقف في السياسة الأميركية.
وفي هذا الإطار، قالت لاتوشا براون، خبيرة الشؤون السياسية والمؤسس المشارك لصندوق بلاك لايفز ماتر فاند: "هل سيكون عرقها وجنسها مشكلة؟ بالتأكيد".
وسوف تواجه هاريس تحديات كبيرة أخرى حال فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي، فلن يكون أمامها سوى ثلاثة أشهر تقريبًا للانتهاء من حملتها الانتخابية وتوحيد الحزب والمانحين خلفها، إلا أن عددًا كبيرًا من الديمقراطيين متحمسون لفرصها.
وعبر نحو 30 مشرعًا ديمقراطيًا عن مخاوفهم من خسارة بايدن (81 عامًا) في الانتخابات لافتقاره إلى القدرة العقلية والبدنية التي تؤهله للفوز في الانتخابات والبقاء في السلطة لأربع سنوات أخرى.
ويخشى كثيرون من سيطرة ترمب والجمهوريين ليس فقط على البيت الأبيض، وإنما على مجلسي النواب والشيوخ أيضًا.
وأعلنت هاريس عن دعمها لترشح بايدن لفترة جديدة أمس السبت خلال حفل لجمع التبرعات.
وهاريس (59 عامًا) أصغر من ترمب بنحو عشرين عامًا، وهي أحد قادة الحزب، فيما يتعلق بحقوق الإجهاض، وهي قضية تلقى صدى لدى الناخبين الأصغر سنًا وقاعدة الديمقراطيين من التقدميين.
التمييز العنصري والجنسي
ويقول مؤيدو هاريس إنها ستشعل حماس هؤلاء الناخبين وستعزز دعم السود وسوف تكون مناظراتها قوية مع ترمب.
وقالت براون إن ترشح هاريس سيأتي على النقيض تمامًا من المرشح الجمهوري ترمب ونائبه لمنصب نائب الرئيس السناتور جيه.دي فانس، وهما من أصحاب البشرة البيضاء.
وأضافت براون: "هذا بالنسبة لي يعكس ماضي أميركا. في حين أنها (هاريس) تعكس حاضر أميركا ومستقبلها".
ورغم الثناء عليها في الأسابيع القليلة الماضية لدفاعها القوي عن بايدن، لا يزال بعض الديمقراطيين يشعرون بالقلق إزاء أداء هاريس الضعيف في أول عامين لها في المنصب، والأهم من ذلك كله التاريخ الحافل بالتمييز العنصري والجنسي في الولايات المتحدة.
وفي منافسة افتراضية، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس في 15 و16 يوليو/ تموز تعادل هاريس وترمب بحصول كل منهما على تأييد 44% من الناخبين.
وأجري هذا الاستطلاع بعد محاولة اغتيال ترمب. وتقدم هذا الأخير على بايدن بواقع 43% مقابل 41% في الاستطلاع نفسه.
ورغم تراجع شعبية هاريس، فإنها أعلى من معدلات تأييد بايدن. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (فايف ثيرتي إيت) حصول هاريس على تأييد 38.6% من الأميركيين، بينما عارضها 50.4%. في المقابل، حصل بايدن على تأييد 38.5%، وعارضه 56.2%.