يتطّلع العراق إلى أنّ يبدأ انسحاب قوات التحالف العسكري من البلاد في سبتمبر/ أيلول المقبل، إضافة إلى إنهاء عمل التحالف الدولي رسميًا بحلول سبتمبر من العام المقبل 2025، مع احتمال بقاء بعض القوات الأميركية بصفة استشارية يجري التفاوض عليها.
فقد نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين و4 مصادر عراقية قولهم، إنّ مسؤولين من البلدين يناقشون الموقف العراقي خلال قمة أمنية تُعقد في واشنطن هذا الأسبوع، مضيفين أنّه لا يوجد اتفاق رسمي على إنهاء عمل التحالف أو أي جدول زمني مرتبط بذلك حتى الآن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في إفادة صحفية، إنّ الجانبين يجتمعان في واشنطن هذا الأسبوع لتحديد كيفية إحداث تحوّل في مهمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على أساس التهديد الذي يُشكّله "تنظيم الدولة"، مضيفًا أنّه ليس لديه مزيد من التفاصيل.
ويتواجد نحو 2500 جندي أميركي في العراق على رأس قوات التحالف الذي تمّ تشكيله عام 2014، لمحاربة "تنظيم الدولة" في العراق وسوريا. وتتمركز القوات في ثلاث قواعد رئيسية في بغداد ومحافظة الأنبار غرب العراق وإقليم كردستان في الشمال.
ولم يتضح بعد عدد القوات التي ستُغادر حال التوصل لاتفاق، إذ تتوقّع مصادر عراقية رحيل معظم القوات في نهاية المطاف، لكنّ مسؤولين أميركيين يُرجّحون أن يبقى عدد كبير من أجل مهمة لتقديم المشورة والدعم يجري التفاوض عليها.
ويحرص المسؤولون الأميركيون على الاحتفاظ بموطئ قدم للقوات في العراق على أساس ثنائي، للمساعدة في دعم وجود قواتها في سوريا حيث يوجد نحو 900 جندي.
وتسعى الفصائل السياسية العراقية المتحالفة مع إيران بشكل أساسي إلى إظهار أنّها تسعى إلى إخراج القوات المحتلة سابقًا من البلاد مرة أخرى، في حين يرغب المسؤولون الأميركيون في عدم منح إيران وحلفائها أي انتصار.
مخاوف من "تنظيم الدولة"
كما توجد هناك مخاوف من قدرة "تنظيم الدولة" على إعادة ترتيب صفوفه.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، شنّ "تنظيم الدولة" هجمات في إيران وروسيا، وهجمات للمرة الأولى في سلطنة عمان الأسبوع الماضي.
وفي حين تتمثّل مهمة التحالف في تقديم المشورة والدعم للقوات العراقية في قتال "تنظيم الدولة"، يقول مسؤولون غربيون إنّ الولايات المتحدة وحلفاءها يرون أيضًا أنّ وجود القوات في العراق يعمل على مراقبة النفوذ الإيراني.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت واشنطن وبغداد محادثات حول مستقبل التحالف، وسط هجمات متبادلة بين الفصائل المتحالفة مع إيران والقوات الأميركية، أشعلتها الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويُمكن أن يُشكّل الاتفاق على انسحاب قوات التحالف انتصارًا سياسيًا لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي تعرّض لضغوط من الفصائل المتحالفة مع إيران لإخراج القوات الأميركية، لكنّه سعى إلى تحقيق ذلك بطريقة تحقق التوازن بين موقف العراق الحساس نظرًا لأنه حليف لكل من واشنطن وطهران.