الخميس 19 Sep / September 2024

تاريخ "فولكسفاغن".. من فكرة لهتلر إلى "سيارة الشعب" المحبوبة

تاريخ "فولكسفاغن".. من فكرة لهتلر إلى "سيارة الشعب" المحبوبة
الثلاثاء 20 أغسطس 2024

شارك القصة

لمحة تاريخية عن شركة "الفولكسفاغن" وسياراتها الأيقونية "بيتل" - غيتي
لمحة تاريخية عن شركة "الفولكسفاغن" وسياراتها الأيقونية "بيتل" - غيتي

لا يحتاج أدولف هتلر إلى أي مقدمات ولا نظامه النازي الذي دام أكثر من 12 عامًا وأزهق أرواح عدد لا يحصى من الناس، إنما وعلى الرغم من أن اسمه لا يربطه الناس بأي شيء إيجابي، إلا أن حزبه كان مسؤولًا بطريقة ما عن ظهور علامة السيارات العالمية الشهير "فولكسفاغن".

فاستكشاف أصول "فولكسفاغن" يكشف عن قصة مشوقة بدأت في الثلاثينيات، حيث تولى أحد المهندسين اللامعين مهمة تصميم سيارة منخفضة وذات موثوقية، مما ساهم في تأسيس واحدة من أشهر العلامات التجارية للسيارات في العالم.

لماذا تأسست "فولكسفاغن"؟

أدولف هتلر يتفقد أول سيارة "فولكسفاغن بيتل" في شتوتغارت عام 1936 - "دويتشه فيله"
أدولف هتلر يتفقد أول سيارة "فولكسفاغن بيتل" في شتوتغارت عام 1936 - "دويتشه فيله"

في التفاصيل، "فولكسفاغن" هي شركة ألمانية لتصنيع السيارات تأسست في مايو/ أيار 1937، من قبل جبهة العمل الألمانية التي كان يحكمها الحزب الوطني الاشتراكي (النازي) لأدولف هتلر

وتم تطويرها كشركة سيارات جديدة مملوكة للدولة، وفي ذلك الوقت كانت تسمى Gesellschaft zur Vorbereitung des Deutschen Volkswagens mbH، ونظرًا لأن الاسم طويل بشكل غير ضروري، فقد تم تغييره لاحقًا إلى Volkswagenwerk، والتي تُترجم حرفيًا إلى "شركة سيارات الشعب".

أما إذا كنتم تتساءلون لماذا قرر نظام هتلر فجأة إنشاء شركة سيارات، فوفق موقع "إتش تي سكوول" فقد اتضح أن ذلك كان جزءًا من حملته الطموحة لتطوير سلسلة من الطرق السريعة بين المدن في ألمانيا النازية والتي ستحد من قدرة وصول أعدائه والألمان الذين عارضوا حكمه الشمولي.

بالإضافة إلى ذلك، أراد هتلر أيضًا بناء وإنتاج مركبة بأسعار معقولة وأنيقة وسريعة على نطاق واسع لتباع بين الألمان بأقل من 1000 رايخ مارك (140 دولارًا في ذلك الوقت)، أي باختصار أراد هتلر تطوير "سيارة الشعب".

من اخترع "فولكسفاغن"؟

مهندس السيارات النمساوي الألماني فرديناند بورشه - غيتي
مهندس السيارات النمساوي الألماني فرديناند بورشه - غيتي

أما العقل المدبر خلف "فولكسفاغن" فكان فرديناند بورشه المهندس النمساوي المعروف بخبرته في مجال السيارات، وكانت مهمته تحت توجيه الحكومة الألمانية في ذلك الوقت، لتصميم مركبة تكون في متناول الجميع أو ما أصبح يعرف لاحقًا بـ"سيارة الشعب". 

هذا الهدف المتمثل في إنشاء سيارة ميسورة التكلفة، توج بولادة سيارة "فولكسفاغن بيتل" التي لم تعد تعريف تصميم السيارات فحسب، بل حصلت أيضًا على إشادة عالمية، حيث أصبحت رمزًا لتحقيق تطلعات بورشه الابتكارية.

ففي غضون عام، ضمنت مهارات بورشه أن تكون أول "سيارة شعبية" جاهزة للإطلاق، وعام 1938 خلال تجمع للنازيين روّج هتلر لشركته المحلية وأول طراز لسيارة لها. 

حينها اعتبرها هتلر السيارة المناسبة للجمهور لتلبية احتياجات التنقل وروج لها على اعتبار أنها سيارة "القوة من خلال الفرح"، وتم الكشف عنها بشكل رسمي في معرض برلين للسيارات عام 1939. 

إنما لسوء الحظ، قبل إطلاقها بشكل حقيقي اندلعت الحرب العالمية الثانية واضطرت الشركة إلى إيقاف إنتاجها. 

ومع ذلك، بمجرد انتهاء الحرب قامت قوى الحلفاء بنفسها استخدام "فولكسفاغن" لإعادة صناعة السيارات الألمانية المربحة إلى المسار الصحيح.

لماذا تُسمى "فولكسفاغن بيتل" بهذا الاسم؟

احتفال في مصنع "فولكسفاغن" بعد تصنيع الرقم المليون من سيارة "البيتل"  عام 1955 - "دويتشه فيله"
احتفال في مصنع "فولكسفاغن" بعد تصنيع الرقم المليون من سيارة "البيتل" عام 1955 - "دويتشه فيله"

اسم "بيتل" أيقوني بقدر تصميمها، فقد عُرفت في البداية باسم "فولكسفافن تايب 1"، لكن شكلها المميز هو ما أدى إلى التسمية العاطفية "بيتل" (الخنفساء). 

هذا اللقب، رغم أنه كان غير رسمي في البداية، استحوذ على جوهر تصميم السيارة الفريد والمستدير، وأصبح في النهاية مرادفًا لهذا الطراز حتى يومنا هذا.

ووصلت سيارة "فولكسفاغن" إلى الولايات المتحدة في الخمسينيات من القرن الماضي حيث كان الأميركيون أكبر مشتري السيارات في العالم.

ومع ذلك، ونظرًا لارتباطاتها التاريخية بالنازية وشكلها وحجمها غير العاديين، تردد الأميركيون في شرائها، لتقوم الشركة الألمانية بالتعاون مع وكالة الإعلان Doyle Dane Bernbach، والتي بدأت في عام 1959 حملة إعلانية وأطلقت على السيارة اسم "Beetle" للترويج لشكلها الدائري المميز ومحركها الخلفي المسطح المبرد بالهواء. 

كما ركز جزء من الترويج لها على أنها كانت سيارة مثالية للعائلات الصغيرة (أربعة أفراد) وسهلة الركن، وبالتالي توفر ميزة واضحة للمشترين.

وسرعان ما أدرك أصحاب "فولكسفاغن" أن إلغاء تأميمها سيزيد من مبيعاتهم المتزايدة، وقد حدث ذلك بالفعل، حيث تخلت الحكومة الألمانية عن 60% من الشركة للقطاع الخاص عام 1960.

وفي أقل من 12 عامًا، حطمت "الخنفساء" الرقم القياسي الذي سجلته موديل T من فورد واستمرت في بيع أكبر عدد من السيارات في جميع أنحاء العالم، لتصل إلى حوالي 15 مليون وحدة. 

وتربعت "البيتل" على عرش صناعة السيارات العالمية حتى سبعينيات القرن العشرين، إذ بدأت المبيعات في الانخفاض بمجرد أن قدمت شركات أخرى نماذج أكثر ذكاءً.

وبعد سبعة عقود من الملكية وبيع 21 مليون طراز، تم بيع آخر "بيتل" أصلية في مزاد في بويبلو بالمكسيك في يوليو/ تموز 2003.

أين تُصنع سيارات "فولكسفاغن"؟

مصنع "فولكسفاغن" في منطقة زويكاو بألمانيا - غيتي
مصنع "فولكسفاغن" في منطقة زويكاو بألمانيا - غيتي

تمتد اليوم بصمة "فولكسفاغن" التصنيعية عبر القارات ولا يزال المصنع الرئيسي للشركة في فولفسبورغ بألمانيا بحسب موقع "هيستوري كوبوراتيف"، وهو شهادة على تراثها الغني. 

ومع ذلك، أدت العولمة إلى انتشار متنوع لمرافق التصنيع من تشاتانوغا في الولايات المتحدة إلى بويبلا في المكسيك، وحتى إلى الصين، ما يعكس قدرات "فولكسفاغن" الإنتاجية ومكانتها كقوة عالمية في مجال السيارات.

من المالك الحالي لـ"فولكسفاغن"؟

ملكية "فولكسفاغن" معقدة قليلًا ولكنها مثيرة للاهتمام، فالمساهم الأكبر هو شركة "بورشه أوتوموبيل" القابضة، وهي شهادة على الجذور التاريخية للعلامة التجارية. 

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك ولاية ساكسونيا السفلى أسهمًا كبيرة بالشكرة، بما يتماشى مع الأهمية الإستراتيجية "لفولكسفاغن" بالنسبة لألمانيا. 

كما يلعب المستثمرون والمساهمون من القطاع العام أيضًا دورًا حاسمًا، مما يجعل "فولكسفاغن" كيانًا متعدد الأوجه من حيث الملكية.

المصادر:
ترجمة
Close