دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وسط "القتال العنيف" في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان.
ومنذ 10 مايو/ أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات إقليم دارفور.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربًا خلّفت نحو 18 ألف و800 قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
غوتيريش يدعو الأطراف للوفاء بالتزاماتها
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18 في البلاد.
وفي منشور على حساب المنظمة الأممية عبر منصة "إكس"، أعرب غوتيريش عن "انزعاجه الشديد" إزاء تطور الوضع في الفاشر، بسبب القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: إننا "ندعو جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وسط القتال العنيف في الفاشر".
آمال بأن تسمح محادثات السلام بتوفير المساعدات للسودان
إلى ذلك، أعربت رئيسة اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر عن أملها في أن تفضي محادثات السلام في السودان والتي من المقرر أن تنطلق هذا الأسبوع في سويسرا، إلى "إجراءات إنسانية ملموسة للغاية".
وقالت ميريانا سبولياريتش للصحافيين: "نحن لا نشارك في هذه المحادثات، لكنني آمل في أن تؤدي إلى اتفاقات تسمح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية وبوصول أفضل إلى السكان المتضررين، وخصوصًا في شمال دارفور حيث يبعث الوضع على القلق البالغ".
ودعت إلى اتخاذ "إجراءات إنسانية ملموسة للغاية من شأنها المساعدة على بناء الثقة وإزالة بعض العقبات المباشرة أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
وأشارت خلال مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لاتفاقات جنيف، وهي معاهدات دولية تحكم النزاعات المسلحة، إلى أن "السودان يظهر ما يحدث عندما لا يتم احترام القانون الإنساني الدولي".
وأضافت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "السودان يوضح، من بين نزاعات أخرى، ما يحدث عندما يفضل الأطراف المكاسب العسكرية (...) على حساب الأرواح البشرية".
وباءت بالفشل محادثات سابقة جرت بوساطة واشنطن والرياض في مدينة جدة الساحلية السعودية. ودعت واشنطن الجيش وقوات الدعم السريع إلى هذه المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وسارعت قوات الدعم السريع إلى الترحيب بهذه الدعوة، إلا أن وزارة الخارجية السودانية الموالية للجيش طلبت "مزيدًا من النقاشات" قبل الرد، حسب وكالة فرانس برس.
ووصل وفد سوداني إلى جدة الجمعة ليناقش مع الوسطاء الأميركيين شروط مشاركة الحكومة السودانية في مفاوضات وقف إطلاق النار.
ودعت سبولياريتش الطرفين إلى البقاء "على طاولة المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق" وتحديد كيفية "زيادة رقعة مجال عمليات" اللجنة الدولية التي يقيد وصولها إلى السكان "الافتقار إلى اتفاقات أمنية" تسمح للعاملين فيها بالتحرك.
السودان وصل إلى "نقطة انهيار كارثية"
كما أشارت إلى أنه "من الناحية اللوجستية، من الصعب للغاية الوصول إليهم، خصوصًا مع اتخاذ إجراءات بيروقراطية لمنع المساعدات الإنسانية، إلى جانب المصاعب الجغرافية".
وأوضحت واشنطن في وقت سابق أن مفاوضات جنيف التي ترعاها السعودية ستضم الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة كمراقبين.
وتوفر اللجنة الدولية "المعلومات اللازمة لدعم المحادثات للالمام بالظروف على الأرض وما نحتاج إليه بالضبط حتى نتمكن من العمل"، بحسب سبولياريتش.
وفي الأثناء، حذرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من أن السودان وصل إلى "نقطة انهيار كارثية"، مع توقع تسجيل عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها جراء الأزمات المتعددة.
وقال عثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة الدولية للهجرة، في بيان: "بدون استجابة عالمية فورية واسعة النطاق ومنسقة، فإننا نخاطر بأن نكون شاهدين على عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها في الأشهر المقبلة. نحن عند نقطة الانهيار، نقطة انهيار كارثية".