أظهرت التحقيقات الأولية أن رايان ويسلي روث، الموقوف على خلفية الاشتباه بمحاولته اغتيال الرئيس الأميركي السابق مرشح الرئاسة الحالي دونالد ترمب أمس الأحد، لديه سجل جنائي مليء بالجرائم.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الإثنين، أن منشورات روث على وسائل التواصل الاجتماعي تدل على أنه يتمتع بشخصية معقدة. وأوضحت أن منشوراته وشهادات من يعرفونه تؤكد بأنه خالف القوانين مرات عدة.
وأمس، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) أنه يحقق في حادثة تبدو وكأنها محاولة اغتيال ثانية لترمب في نادي غولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا. وقال مسؤولون في إنفاذ القانون إن عناصر جهاز الخدمة السرية رصدوا مسلحًا في أحراش قرب الملعب وأطلقوا النار عليه.
وأضافوا أن المسلح ألقى بندقية هجومية من طراز إيه.كيه-47 وأشياء أخرى وفر في سيارة لكن ألقي القبض عليه، فيما أكدت حملة ترمب، أن الرئيس السابق "في أمان" عقب إطلاق نار قرب الملعب الذي كان موجودًا فيه.
سجل جنائي حافل
وولد روث عام 1966، ودرس الهندسة الميكانيكية في الجامعة الزراعية والتقنية بولاية كارولينا الشمالية، ثم انتقل إلى ولاية هاواي عام 2018 وأسس شركة صغيرة، شرع من خلالها في بناء ملاجئ للمشردين بأسعار منخفضة تصل إلى 4500 دولار.
وتظهر السجلات الرسمية أن روث متورط في العديد من الدعاوى القضائية منذ التسعينات، وأدين بالسرقة عام 1997 ولديه قائمة طويلة من مخالفات المرور. وفي عام 2002، أدين بحيازة "سلاح دمار شامل"، إذ ذكرت الصحافة المحلية آنذاك، أنه تم القبض عليه وبحوزته سلاح آلي بعد اشتباك مع الشرطة.
وكان مراسل التلفزيون العربي، في واشنطن، عبد الرحمن البرديسي قد لفت من جهته إلى أن تفاصيل الحادثة أكدت أنها عملية مدبرة بشكل محترف، لاسيما بعد العثور على حقيبتين داخل سيارة منفذ العملية، أمام الأسوار الخارجية للمنتجع حيث كان ترمب موجودًا، تضم الأولى كاميرا تطير لمستويات معينة في الجو، قادرة على رصد الهدف.
ونقل البرديسي، عن السلطات الأمنية الأميركية أن منفذ العملية كان على بعد يتراوح ما بين 400 و500 ياردة من الرئيس السابق، من خلال الأسوار الخلفية. وأضاف أن الحقيبة الثانية عُثر بداخلها على واقي من الرصاص.
خطط سابقة
كذلك، أكدت السلطات المحلية والفيدرالية في تحقيقاتها أن روث تأخر مرات عدة في دفع الضرائب المترتبة عليه.
وبحسب سجلات المحاكم، حُكم على روث عام 2008، بدفع عشرات آلاف الدولارات بسبب دعاوى قضائية مختلفة ضده.
ونشر روث مؤخرًا كتابًا عن نفسه على الإنترنت، يؤكد فيه أنه صوّت لترمب في انتخابات 2016، وأنه أصيب بخيبة أمل لاحقًا، مبينًا أنه سيصوت لصالح المرشح الديمقراطي في انتخابات 2024.
وفي نفس الكتاب، قيّم روث الأوضاع السياسية في أفغانستان وتايوان وكوريا الشمالية، واعتذر لدول الشرق الأوسط عن تصويته لصالح ترمب الذي وصفه بأنه "بلا عقل" متهمًا إياه بانتهاك الاتفاق النووي الأميركي الإيراني.
وقال روث في كتابه: "أنا رجل إلى درجة أستطيع أن أقول بأنني أخطأت في الحكم وارتكبت خطأ فادحًا. أنتم أحرار في قتلي وقتل ترمب بسبب هذا الخطأ في الحكم". وتم تفسير تصريحات روث على أنها تعني أنه ربما خطط لمحاولة اغتيال ترمب مسبقًا.
"مهووس بالحرب الروسية الأوكرانية"
وذكرت "وول ستريت جورنال" أنه من خلال فحص حسابات روث على وسائل التواصل الاجتماعي يتضح أنه مهووس بالحرب الروسية الأوكرانية. وذكر روث الذي كان يحاول تجنيد متطوعين للقتال في أوكرانيا، في منشوراته، أنه "مستعد للقتال ضد الاحتلال الروسي".
وكان مراسل التلفزيون العربي قد أشار، إلى أن خدمة الأمن السرية الأميركية باغتت روث بإطلاق النار عليه، ومن ثم فر بين الغابات الموجود عبر السيارة وصولًا إلى الطريق السريع، لكن شاهد عيان استطاع رصد رقم السيارة، وأبلغ السلطات التي سارعت للقبض عليه في مقاطعة مارتن التي لا تبعد كثيرًا عن ويست بالم بيتش.
جدير بالذكر أن ترمب نجا من محاولة اغتيال في 13 يوليو/ تموز الماضي، خلال تجمع جماهيري في بنسلفانيا، حيث أصيب بجروح في أذنه.