شيّع أهالي بلدة سرعين في منطقة البقاع شرق لبنان، جثمان الطفلة فاطمة جعفر (8 أعوام)، غداة استشهادها في تفجير أجهزة اتصال لاسلكية من نوع "بيجر" (pager) الثلاثاء، اتهمت بيروت و"حزب الله" إسرائيل بتنفيذه.
وقال نائب مسؤول منطقة البقاع بـحزب الله فيصل شكر، في كلمة خلال التشييع، إن "المواجهة في ساحات القتال، وليس في المكر والكيد".
وأضاف أن "الشهداء ودماء الجرحى الذين ارتقوا أمس ستساهم في إحياء الشعب"، مشددًا على أن "محور المقاومة سيصبح أكثر صلابة في مواجهة أميركا والظلم في العالم".
وأوضح أن "العدو (الإسرائيلي) يعتدي على الآمنين في منازلهم بعيدًا عن ساحة المعركة، وبالتالي فإن الكيد والمكر سيُرد على العدو الصهيوني والرد آت حتمًا".
"حساب عسير"
وتداول ناشطون لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، الثلاثاء، اسم وصور الطفلة فاطمة، حتى باتت الوجه الأبرز لضحايا التفجيرات.
والأربعاء، أعلن وزير الصحة فراس الأبيض في مؤتمر صحافي أن من بين الشهداء طفل آخر يبلغ من العمر 11 عامًا.
وفي وقت لاحق الأربعاء سيتم تشييع جثمان هذا الطفل، وهو محمد بلال كنج وفق بيان لـ"حزب الله"، في منطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية لبيروت مع 3 عناصر من الحزب، بينهم محمد نجل النائب البرلماني عن الحزب علي عمار.
وحمّلت الحكومة اللبنانية وحزب الله إسرائيل المسؤولية عن تفجير آلاف من أجهزة "بيجر"، وتوعدها الحزب بـ"حساب عسير"، ردًا على استشهاد 12 شخصًا، بينهم طفلان، وإصابة نحو 2800 جريح.
وبينما تلتزم إسرائيل الصمت، أفادت وسائل إعلام أميركية، بينها صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي إن إن"، بأن تل أبيب وضعت شحنات متفجرات صغيرة داخل أجهزة "بيجر" مستوردة قبل وصولها إلى لبنان، ثم فجرتها عن بعد.
وكان وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض قد قال اليوم الأربعاء إن عدد الشهداء جراء الانفجارات ارتفع إلى 12 بينهم طفلان. كما أصيب ما يقرب من ثلاثة آلاف آخرين.
و"بيجر" جهاز اتصال إلكتروني لا سلكي صغير ومحمول يستخدمه مدنيون وعاملون بالمجال الصحي وغيرهم للتواصل داخل مؤسسات أو ضمن مجموعات ومنظومات مختلفة، وهو يعمل ببطاريات قابلة للشحن ويستقبل رسائل مكتوبة واتصالات وإشارات صوتية وضوئية.