تلقت شبكة اتصالات حزب الله في لبنان ضربة غير مسبوقة أمس الثلاثاء، مع تفجيرات طالت أجهزة اللاسلكي "بيجر" التي يحملها عدد كبير من عناصره، ما أسفر عن استشهاد 12 شخصًا بينهم طفلة، وإصابة نحو 3000 آخرين، بينهم 200 بحالة حرجة.
ويعود تأسيس شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله إلى أوئل تسعينيات القرن الماضي، حيث شرعت قيادته بإنشاء شبكة اتصالات منفردة في عدد من المناطق اللبنانية، بموازاة شبكة الاتصالات التابعة للدولة في البلاد.
"سلاح أساسي"
وشكلت هذه الشبكة جسمًا أصيلًا من المنظومة الأمنية للحزب، كسلاح يعزز التواصل بين قادة الجبهات العسكرية والمسؤولين في الحزب بشكل مستقل، بقصد حمايتهم في حال تعرضهم لهجوم، وتحديدًا من الجانب الإسرائيلي أو حتى من خصومهم في الداخل.
بدأت قيادة حزب الله بمد شبكة الاتصالات في أوائل العام 1990، بعدما تعاونت مع شركات عمال للبنى التحتية، عملوا على تنفيذ أعمال الحفريات لمد الكابلات تحت الأرض.
ووفق تقارير صحفية لبنانية، فإن شبكة اتصالات الحزب في مناطق لبنانية مختلفة على غرار الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، هي شبكة سلكية تعمل تحت الأرض، في حين أن المناطق الأخرى مثل الشمال وجبل لبنان، تم مدها بشبكة اتصالات لاسلكية، وهي خطوط معلقة على أعمدة كهربائية.
وفي العام 2006، وبحسب تصريحات لمسؤولين لبنانيين، شرع الحزب في إعادة ترميم أجزاء كبيرة من شبكة اتصالاته بعد حرب تموز/ يوليو بمواجهة إسرائيل، وتعرُّض جزء كبير من تلك الشبكة لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي.
وعبر هذه الشبكة يتواصل معظم المسؤولين العسكريين والسياسيين، وحتى العناصر والأفراد من الحزب، ابتداءً من القيادة العليا.
وقد أكدت قيادة الحزب في أكثر من مرة، أن تلك الشبكة جزء من منظومة حمايته وملتصقة بسلاحه، وتعمل على التشويش على الأجهزة الإسرائيلية.
"سبب النجاح"
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد قال في العام 2006: "إن شبكة الاتصالات السلكية التابعة للمقاومة هي عبارة عن مجموعة من الخطوط الموصولة ببيوت القيادات والمقاتلين"، مؤكدًا أنها كانت سببًا في نجاح عمليات الحزب،
من جانبها، شددت الحكومة اللبنانية على أن ما حدث من اعتداء على الشبكة هو مساس بسيادة الدولة، بعد أن كانت قد انتقدت وجودها عام 2008.