Skip to main content

أمام تصعيد إسرائيل في لبنان.. لماذا تنتهج واشنطن سياسة "عدم التدخل"؟

منذ 4 ساعات
لم تقدم الولايات المتحدة أي تقييم للغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة- غيتي

خلال أسبوع من التصعيد الدراماتيكي بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، تتبنى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نهجًا يقوم على "عدم التدخل"، حيث يمتنع كبار المسؤولين الأميركيين عن التدخل في الأزمة خشية تفاقم الأمور، بحسب "أسوشيتد برس".

ويأتي ضبط النفس العلني "غير المعتاد" في أعقاب موجتي انفجارات لأجهزة اتصال في مناطق مختلفة من لبنان، وغارة جوية إسرائيلية استهدفت القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأدت إلى استشهاد أكثر من 31 شخصًا.

التصعيد الميداني في لبنان يهدد بفتح مواجهة شاملة بين إسرائيل وحزب الله، مما قد يقضي على المفاوضات المتعثرة بالفعل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

الولايات المتحدة "لا تقود الأحداث"

وجاء هذا التصعيد على الرغم من زيارة مسؤولين من إدارة بايدن إلى المنطقة هذا الأسبوع للمطالبة بالتهدئة، مما يعزز الانطباع بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة تولي اهتمامًا أقل من أي وقت مضى لجهود الوساطة التي تبذلها حليفتها الرئيسية، رغم اعتمادها الكبير على الولايات المتحدة في الحصول على الأسلحة والدعم العسكري، وفقًا لتقرير "أسوشيتد برس".

وتنقل "أسوشيتد برس" عن زميل بارز في السياسة الخارجية الأميركية في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن، بريان كاتوليس، قوله: "تبدو الولايات المتحدة في حالة من الصدمة في الوقت الحالي". ويضيف: "فيما يتعلق بالأقوال والأفعال، فهي لا تقود الأحداث، بل تتفاعل مع الأحداث".

كذلك لم يُكشف عن أي اتصال أميركي مع نتنياهو منذ أن زار المسؤول الكبير في البيت الأبيض آموس هوكستين إسرائيل يوم الإثنين الماضي، قبل يوم واحد من تفجير أجهزة البيجر في لبنان، للتحذير من التصعيد. 

تعثر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وكانت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في مرحلة حساسة لدرجة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن زار مصر فقط في رحلة إلى المنطقة هذا الأسبوع لأن زيارته إلى إسرائيل قد تدفع نتنياهو لطرح شيء يقوض جهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة، بحسب مسؤولين أميركيين. 

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن فريقه يضغط من أجل تحقيق اتفاق في غزة- غيتي

وقال الرئيس جو بايدن يوم الجمعة للصحفيين ردًا على سؤال عما إذا كان لا يزال لدى الولايات المتحدة أمل في التوصل إلى اتفاق في غزة: "إنه فعل ذلك وفريقه يضغط من أجل ذلك".

وأضاف بايدن: "إذا قلت أن ذلك غير واقعي، فربما نغادر أيضًا، الكثير من الأشياء لا تبدو واقعية حتى ننجزها. علينا أن نستمر في ذلك". 

صمت أميركي 

إلى ذلك، رفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية التعليق علنًا على انفجار أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله يومي الثلاثاء والأربعاء، مما أسفر عن استشهاد 37 شخصًا على الأقل وإصابة آلاف آخرين، بما في ذلك مدنيين، فيما تشير مصادر إلى أنها عملية استخباراتية إسرائيلية. 

كذلك لم يقدّم الجانب الأميركي أي تقييم للغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيل خلالها القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل. وقد أسفر الاستهداف عن استشهاد 31 شخصًا على الأقل وجرح آخرين. 

وقال بلينكن في مصر ردًا على أسئلة الصحفيين حول أنه عندما يبدو أن الوسطاء يحققون تقدمًا في صفقة غزة، غالبًا ما يكون هناك "حادث، شيء يجعل العملية أكثر صعوبة، ويهدد بإبطائها، ووقفها، وإخراجها عن مسارها"، في إشارة إلى تفجيرات أجهزة الاتصال.

"وضع محفوف بالمخاطر"

وتنقل "أسوشيتد برس" عن مسؤولين أميركيين مطلعين على المناقشات قولهم: إنه ربما تجري اتصالات رفيعة المستوى مع نتنياهو عندما يسافر إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

لكن المسؤولين يعترفون أيضًا بأن الوضع أصبح محفوفًا بالمخاطر لدرجة أن اتخاذ موقف علني، سواء كان مؤيدًا بقوة أو منتقدًا لإسرائيل، قد يضر أكثر مما ينفع.

وفي واشنطن، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميللر، على سؤال بشأن جدوى زيارات مسؤولي إدارة بايدن للشرق الأوسط على مدى أشهر دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قائلًا: "لقد نجحنا حتى الآن في منع تحول الأمر إلى حرب إقليمية شاملة". وأرجع الفضل في ذلك إلى الرسائل الأميركية الموجهة إلى إيران وحلفائها في المنطقة وإلى إسرائيل.

ويتهم المنتقدون الإدارة الأميركية بالدفع نحو التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وهو اتفاق فشل مرارًا في كسب تأييد الأطراف المتحاربة وتجاوزه نمو الصراع.

واعتبر كاتوليس، محلل في معهد الشرق الأوسط، أن الإدارة الأميركية يمكن أن تفعل المزيد على الصعيد الدبلوماسي، بما في ذلك العمل بجدية أكبر لحشد دول الشرق الأوسط لتكثيف الضغط على إسرائيل وإيران وحلفائها لوقف القتال.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي، جون كيربي، يوم الجمعة: "سنكون أول من يدرك أننا لسنا أقرب إلى تحقيق ذلك مما كنا عليه قبل أسبوع"، مضيفًا: "لكن لا أحد يستسلم"، مكررًا أن الولايات المتحدة تعمل مع قطر ومصر لوضع مقترح نهائي بشأن غزة لتقديمه إلى إسرائيل وحماس.

المصادر:
التلفزيون العربي - ترجمات
شارك القصة