Skip to main content

تنديد أممي بأوضاع السودانيين.. الجيش ينفذ أوسع عملية في الخرطوم

الخميس 26 سبتمبر 2024
استعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام - غيتي

شن الجيش السوداني قصفًا مدفعيًا وجويًا في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الخميس، في أكبر عملية له لاستعادة الأراضي من قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب المستمرة بينهما قبل 17 شهرًا.

ووفقًا لوكالة "رويترز"، قال شهود عيان: إن قصفًا عنيفًا واشتباكات اندلعت عندما حاولت قوات من الجيش عبور جسور فوق النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، وهي الخرطوم وأم درمان وبحري.

كلمة للبرهان أمام الأمم المتحدة

وجاء هجوم القوات المسلحة السودانية، التي فقدت السيطرة على معظم أنحاء العاصمة في بداية الصراع، قبل كلمة من المقرر أن يلقيها قائدها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من اليوم.

وانزلق هذا البلد إلى حرب مدمّرة منذ أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات الدعم السريع من أجزاء أخرى من العاصمة.

وواصلت قوات الدعم السريع أيضًا إحراز تقدم في أجزاء أخرى من السودان في الأشهر القليلة الماضية في صراع تسبب في أزمة إنسانية واسعة النطاق ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص ودفع مناطق من البلاد إلى الجوع الشديد أو المجاعة.

وتعثرت جهود دبلوماسية تبذلها الولايات المتحدة وقوى أخرى مع رفض الجيش حضور محادثات كانت مقررة الشهر الماضي في سويسرا.

قلق أممي حيال "تصعيد"

وتزامن عودة التوتر إلى العاصمة الخرطوم، مع إعراب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عن "قلقه البالغ" حيال "تصعيد" النزاع في السودان، فيما نددت الجمعيات الإنسانية بـ"الجحيم" الذي يعيشه المدنيون في هذا البلد.

وأعرب غوتيريش للبرهان خلال لقاء بينهما الأربعاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن "قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان"، منددًا بـ"تداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليميًا"، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.

كذلك بحث المسؤولان "الحاجة إلى وقف إطلاق نار آني ودائم" والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين "بدون عوائق".

وحذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أمس الأربعاء من أن الأوضاع مروعة في السودان.

وقال غراندي: "إذا لم يمت الناس بالرصاص، فإنهم يموتون من الجوع. وإذا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، يواجهون الأمراض أو الفيضانات أو التهديد بالعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات المروعة التي لو ارتكبت في أماكن أخرى لتصدرت عناوين الصحف اليومية، في حين لا يحصل هذا هنا".

والسودان من بين الملفات التي تتصدر جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، ويهيمن تدهور الأوضاع الإنسانية وأزمة اللاجئين على المناقشات المتعلقة بالسودان.

وتسببت الحرب حتى الآن بسقوط عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص لجأ أكثر من مليونين منهم إلى دول أخرى، فيما يعاني حوالي 26 مليون سوداني يمثلون نصف السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بحسب الأمم المتحدة.

في كلمتها خلال مؤتمر حول السودان عقد الأربعاء في مقر الأمم المتحدة، أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد عن مساعدة جديدة بقيمة 424 مليون دولار للسودانيين ومن ضمنهم اللاجئون خارج بلادهم.

ودعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ودول أعضاء خلال المؤتمر إلى اتخاذ "تدابير ملموسة" ولا سيما لحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية غير الكافية إطلاقا لسد الحاجات.

المصادر:
وكالات
شارك القصة