أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، بشكل رسمي عن "قتل" رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" يحيى السنوار في عملية جنوبي قطاع غزة أمس الأربعاء.
وكشفت المعلومات المتاحة، والصادرة عن وسائل إعلام إسرائيلية، أن السنوار، قد "قُتل" في اشتباكات مسلحة وقعت في حي تل السلطان بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة. ولم تعلق بعد حركة حماس على هذه المعلومات.
اشتباك قبل استشهاده
وبحسب مراسل التلفزيون العربي من مدينة حيفا، أحمد دراوشة، فإن الحديث داخل إسرائيل لا يدور حول عملية اغتيال للسنوار، بل عن استشهاده في اشتباكات وقعت بالصدفة مع قوات إسرائيلية كانت تعمل في المنطقة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أنه يجري عملية التحقق من قتل يحيى السنوار، وفق بيان مشترك للمتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية والمتحدث باسم جيش الاحتلال.
وعمل الجيش الإسرائيلي وجهاز "الشاباك" على تحديد هوية الجثمان، الذي يعتقد أنه يعود للسنوار، حيث أجري فحص واحد وهو صورة الأسنان، إضافة إلى فحص الحمض النووي، حيث أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها الجثمان تعود بالفعل للسنوار.
"تطابق بصمة السنوار"
في المقابل، قالت هيئة البث الإسرائيلية: "إن فحص بصمات الأصابع أكد تطابقًا إيجابيًا مع بصمة يحيى السنوار المسجلة لدى أجهزة الأمن".
كما قالت الشرطة الإسرائيلية إن الفحوصات التي أجريت على جثمان اشتبه بأنه يعود لرئيس المكتب السياسي في حركة حماس يحي السنوار "تؤكد مقتلة".
وكان الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق من اليوم الخميس إنه يتحقق من احتمال أن يكون يحيى السنوار بين ثلاثة أشخاص قُتلوا في قطاع غزة. كما كان الجيش قد ذكر "إنه في هذه المرحلة، لا يمكن تأكيد الأمر"، مشيرًا إلى غياب أي دلالات على وجود رهائن في المبنى الذي قُتل فيه المسلحون الثلاثة.
الرواية الإسرائيلية لظروف استشهاد السنوار
وبحسب مراسل التلفزيون العربي" في حيفا، أحمد دراوشة، فإنه لا حديث يدور حول عملية اغتيال للسنوار، بل عن استشهاده خلال اشتباكات وقعت بالصدفة.
ووفقًا للرواية التي نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية حول ظروف استشهاد السنوار، التي ما زالت قيد التأكيد، فإن إسرائيل لم تكن لديها معلومات استخباراتية عن مكان وجوده. بل عثر جنود إسرائيليون بالصدفة على مبنى في حي تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الجنود اشتبهوا بحركة في الطابق العلوي من المبنى، فأطلقوا قذيفة دبابة باتجاهه، ثم اندلعت اشتباكات بينهم وبين أفراد كانوا داخل المبنى.
وبعد فترة، أرسل الجنود طائرة مسيرة إلى الغرفة في الطابق الذي استهدفته القذيفة، حيث قامت الطائرة بمسح المبنى وتصوير الجثث الموجودة داخله. ووفقًا للرواية الإسرائيلية، تعرّف الجنود على جثة يحيى السنوار.
وتشير الرواية إلى أنه تم استدعاء قوات إضافية إلى المنطقة، وسحب الجثامين إلى مختبرات إسرائيلية داخل الخط الأخضر للتحقق من هويتها. كما تلفت الرواية الإسرائيلية إلى أن المقاتل، الذي يُزعم أنه السنوار، كان يرتدي زيًا عسكريًا ويحمل سلاحًا.
ويلفت الصحافي في التلفزيون العربي، باسل خلف، إلى أن السنوار كان يتحرك بطريقة طبيعية في غزة قبل الحرب، حيث كانت دوائر أمنية تحيط به. لكن بعد بدء الحرب على غزة، استُهدف مكتب السنوار ومنزله في وسط غزة. كما استُهدفت المنطقة التي يسكن فيها أقرباؤه في خانيونس والنصيرات بحثًا عنه.
ومع غموض المعلومات المتعلقة بالمقاتلين الذين كانوا برفقة السنوار، يطرح خلف فرضية أن يكون القيادي محمد السنوار، الذي يقود وحدة الظل التي تؤمن الأسرى الإسرائيليين في غزة، من بين الأسماء المطروحة.