الأربعاء 23 أكتوبر / October 2024

وسط صعوبات اقتصادية وانقسامات.. كردستان العراق ينتخب برلمانًا جديدًا

وسط صعوبات اقتصادية وانقسامات.. كردستان العراق ينتخب برلمانًا جديدًا

شارك القصة

يشهد كردستان العراق منذ عقود تنافسًا على السلطة بين حزبين أساسيين وعائلتيهما
يشهد كردستان العراق منذ عقود تنافسًا على السلطة بين حزبين أساسيين وعائلتيهما - رويترز
يجري التصويت لاختيار 100 مشرع والذين سينتخبون بدورهم رئيسًا للبرلمان ورئيسًا جديدًا لإقليم كردستان العراق، وكذلك رئيسًا للوزراء.

توجه الناخبون في إقليم كردستان العراق اليوم الأحد إلى مراكز الاقتراع لانتخاب برلمان جديد للإقليم الواقع بشمال العراق، وسط أزمة اقتصادية ناجمة عن التوقف القسري لصادرات النفط والمنافسة المريرة بين الحزبين السياسيين الرئيسيين.

ويجري التصويت لاختيار 100 مشرع والذين سينتخبون بدورهم رئيسًا للبرلمان، ورئيسًا جديدًا لإقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1991، وكذلك رئيسًا للوزراء.

وتغلق صناديق الاقتراع عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (15:00 بتوقيت غرينتش)، وسيتم الإعلان عن النتائج بعد 24 ساعة.

انتخاب برلمان جديد لإقليم كردستان

ويبلغ عدد الناخبين المسجّلين للتصويت في الدوائر الأربع في انتخابات الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، 2,9 مليون ناخب تقريبًا، بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وهم مدعوّون لانتخاب مئة عضو في البرلمان ما لا يقلّ عن 30% منهم نساء.

ويشهد كردستان العراق منذ عقود تنافسًا على السلطة بين حزبين أساسيين وعائلتيهما هما الحزب الديمقراطي الكردستاني وأسرة بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني وأسرة طالباني.

وتجري الانتخابات في وقت يواجه فيه الإقليم تداعيات توقف صادراته النفطية، وهي مصدر أساسي للإيرادات.

وأوقفت تركيا خط أنابيب حكومة إقليم كردستان العراق في مارس/ آذار 2023، بعد قرار تحكيم صادر عن غرفة التجارة الدولية، والذي أمر تركيا بدفع تعويضات لبغداد قدرها 1.5 مليار دولار عن الصادرات غير المصرح بها من قبل حكومة إقليم كردستان بين عامي 2014 و2018.

وتعثرت المفاوضات لإعادة تشغيل خط الأنابيب، بعدما قدمت حكومة إقليم كردستان العراق وشركات النفط الأجنبية العاملة في الإقليم والحكومة الاتحادية العراقية مطالب متضاربة.

يبلغ عدد الناخبين 2,9 مليون ناخب تقريبًا
يبلغ عدد الناخبين 2,9 مليون ناخب تقريبًا - غيتي

وأدى تعليق الصادرات النفطية إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية في الإقليم، ما أدى إلى تأخير دفع رواتب العاملين في القطاع العام وخفض الخدمات العامة.

ومما يزيد من عدم الاستقرار، انغماس الحزبين الكرديين المهيمنين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، في تنافس مرير على السلطة والموارد في الإقليم الغني بالنفط والغاز، حسب وكالة رويترز.

ويقول محللون وسياسيون أكراد إنه في حين يواصل الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة عائلة بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة عشيرة طالباني، الهيمنة على المشهد السياسي، من المتوقع عدم حدوث تحول كبير نحو حل الجمود.

من جهته، قال زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني بعد الإدلاء بصوته في السليمانية: "أصدقائي الأعزاء، تعالوا بسرعة وأدلوا بأصواتكم، لا تتأخروا، أطلب منكم التصويت لتغيير كردستان وتحسين الوضع".

إحباط وتفاؤل في صفوف الناخبين

وعبر بعض الناخبين عن إحباطهم إزاء تدهور الوضع الاقتصادي والافتقار إلى الوحدة بين القادة الأكراد.

وقال رزكار حما (65 عامًا) وهو مدرس متقاعد أثناء استعداده للإدلاء بصوته في السليمانية: "سئمنا الوعود ونحتاج إلى تغيير حقيقي لإيجاد حل لأزمتنا المالية الخانقة وتأخر الرواتب لسنوات".

وكان آخرون أكثر تفاؤلًا، وقالوا إن أي تغيير يجب أن يأتي فقط من خلال صناديق الاقتراع. وقالت رزان عمر (35 عامًا) وهي موظفة حكومية من العاصمة أربيل: "صوتت اليوم على أمل أن تتغير حياتنا إلى الأفضل وأنا أؤمن بالديمقراطية".

وتأجلت الانتخابات البرلمانية، التي كان من المفترض أن تجرى في عام 2022، عدة مرات بسبب خلافات بين الحزبين المهيمنين.

وفي ظل ضعف أحزاب المعارضة فمن المرجح أن يواصل الحزبان تقاسمهما للسلطة المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقال نيجيرفان بارزاني رئيس كردستان العراق بعد أن أدلى بصوته في أربيل عاصمة الإقليم: "نأمل تشكيل حكومة موحدة بأسرع وقت وتنقل أوضاع المواطنين إلى نحو أفضل".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close