سجّل نادي النجمة، بطل لبنان، يوم أمس السبت، فوزه الأول في انطلاقة الدور التمهيدي لبطولة التحدي الآسيوية، وذلك على حساب فريق باشوندهارا كينغز، بطل بنغلاديش، بنتيجة 1-0، في المباراة التي جمعتهما في بوتان.
وانطلقت يوم أمس منافسات دور المجموعات في بطولة التحدي المستحدثة على مستوى القارة، والتي يشارك فيها 18 ناديًا آسيويًا تم تقسيمهم إلى خمس مجموعات؛ ثلاث منها في منطقة الغرب، ومجموعتان في منطقة الشرق.
وتأتي هذه البطولة في التصنيف الثالث بين مسابقات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد دوري أبطال آسيا للنخبة ودوري أبطال آسيا 2.
فوز ثمين
وتمكن النجمة اللبناني من الفوز، حيث سجل هدفًا عكسيًا بعد ضربة حرة من اللاعب حسين كوراني في الشوط الثاني من اللقاء، بعد شوط أول سلبي تبادل فيه الفريقان الهجمات والفرص.
وتُقام منافسات دور المجموعات بنظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة، وذلك عبر التجمع في دولة واحدة خلال الفترة من 26 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
ويتأهل إلى دور الثمانية صاحب المركز الأول في كل مجموعة من المجموعات الثلاث بمنطقة الغرب إلى جانب أفضل فريق حاصل على المركز الثاني، في حين يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني في كل مجموعة من مجموعتي الشرق، لينطلق بعدها دور الثمانية خلال شهر مارس/ آذار المقبل في نظام الذهاب والإياب.
رحلة صعبة وشاقة
وانتزع النجمة الفوز، بعد رحلة صعبة، حيث خرجت بعثة النادي من مطار رفيق الحريري الدولي، قبل أسبوعين، في ظل العدوان الإسرائيلي على البلاد، وتحت وابل القصف على المناطق الجنوبية، والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، حيث يقطن غالبية لاعبي الفريق.
وقال رئيس بعثة النادي إلى بوتان، هيثم التنير: إن غالبية لاعبي الفريق تضررت منازلهم أو دُمرت بفعل العدوان الإسرائيلي. وقد تمكنا من جمع شملهم في معسكر بالعاصمة القطرية الدوحة لمدة خمسة أيام، قبل التوجه إلى بوتان.
وأضاف في حديث لموقع التلفزيون العربي: "تقريبًا كل أهالي اللاعبين نزحوا من منازلهم، سواء في الجنوب أو في الضاحية".
وتوقف الدوري اللبناني في بداية الموسم بعد مباراة واحدة خاضها حامل اللقب، فانعدمت المنافسات، وغابت التمارين عن مقر النادي، حيث قررت الإدارة فتح أبوابه للنازحين الذين تجمهروا أمس خلف الشاشة في الملعب لمتابعة الفريق محرزًا انتصاره الأول.
ولعب الفريق بقيادة مساعد المدرب، عباس عطوي، بعد أن قرر المدرب الصربي دراغان يوفانوفيتش العودة إلى بلاده مع عائلته بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي، وهو ما تفهمته إدارة النادي.
رسالة إلى الاحتلال
ولم تغب البلاد عن أذهان اللاعبين في المباراة، والذين احتفلوا بالهدف برسالة للاحتلال في الجنوب، وهي حركة يدين تشير إلى أن جيش الاحتلال سيدخل عاموديًا ويخرج أفقيًا، أي محملًا من القرى والبلدات في الجنوب، الأمر الذي لاقى استحسانًا كبيرًا من جماهير الكرة في لبنان.
وفي حديث سابق لوكالة "فرانس برس"، قال قائد النادي صاحب الشعبية الأكبر في لبنان، قاسم الزين: "اللاعبون على تواصل دائم مع ذويهم ويتابعون الأخبار لحظة بلحظة. نحاول أن نُخرجهم من الأجواء الصعبة." ويُذكر أن الزين نجا وعائلته من غارة جوية استهدفت محيط المبنى الذي يسكنه في الضاحية الجنوبية.
ويسعى النجمة، وصيف كأس الاتحاد الآسيوي عام 2005، لتسجيل مشاركة تاريخية في البطولة حرصًا على إهداء محبيهم والشعب اللبناني ما يليق بصمودهم، وفق ما صرح به التنير في حديثه.
ويلعب النجمة مباراته القادمة يوم الثلاثاء، مع نادي بارو بطل بوتان، قبل أن يختتم دور المجموعات مع نادي ايست بنغال بطل الهند.
