الخميس 14 نوفمبر / November 2024

بينهم أطفال.. غارة إسرائيلية تحول منزلًا في جباليا إلى مقبرة لساكنيه

بينهم أطفال.. غارة إسرائيلية تحول منزلًا في جباليا إلى مقبرة لساكنيه

شارك القصة

تحوّل منزل عائلة علوش في جباليا إلى مقبرة لساكنيه-غيتي
تحوّل منزل عائلة علوش في جباليا إلى مقبرة لساكنيه - غيتي
لف السكان الجثث بأغطية بعضها بالية، ووضعت على الأرض بجانب المنزل المدمر، قبل أن تنقل إلى مستشفيي كمال عدوان في مخيم جباليا، والمعمداني في وسط مدينة غزة.

كان عشرات من أفراد عائلة علوش يبيتون في منزل في جباليا في شمال قطاع غزة، عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر اليوم الأحد المكان، وحوّلت أجساد من فيه وبينهم أطفال إلى أشلاء، اختلطت بالخبز الذي كانوا سيتناولونه عند الصباح.

وأعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 25 شخصًا على الأقل بينهم 13 طفلًا وإصابة أكثر من 30 شخصًا، جراء غارة استهدفت منزلًا في جباليا.

وسوي المبنى المؤلف من طابقين بالأرض وتحول إلى كومة ركام.

وما إن هدأ دوي الانفجارات مع شروق الشمس، حتى هرع عشرات من سكان المنطقة لانتشال الضحايا الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء فضلًا عن مصابين بعضهم مبتوري الأطراف.

وبين ركام المنزل الذي كان الدخان لا يزال ينبعث من بين حجارته، شوهدت بقايا ألعاب أطفال مختلطة بالدماء.

تحويل جباليا إلى مدينة أشباح جراء القصف المتواصل-غيتي
تحويل جباليا إلى مدينة أشباح جراء القصف المتواصل-غيتي

ويروي عبد الله النجار وهو أحد أقارب الضحايا أن الغارة وقعت الساعة السادسة صباحًا، مضيفًا أن "الانفجار ضخم جدًا لدرجة أنه عندما وصلنا للمكان كانت كل الجثث أشلاء و لا توجد جثة طبيعية".

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف موقعًا في منطقة جباليا، زاعمًا أن فيه مسلحين كانوا ينشطون. وأضاف في بيان "قبل الضربة، تم اتخاذ الكثير من التدابير للحد من مخاطر إصابة المدنيين"، وفق زعمه.

ويشنّ الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدوانًا جويًا وبريًا في شمال غزة، وخصوصًا في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، قائلًا: إن الغرض منه "منع مقاتلي حماس من إعادة تشكيل صفوفهم".

أطفال تحوّلوا إلى أشلاء

ويشير النجار إلى رغيف خبز بين ركام المنزل، ويقول: "هذا رغيف الخبز كانوا يريدون أن يتناولونه على الإفطار، ما هي فائدة رغيف الخبز إذا لم يوجد أمان وسلام؟".

ويقول مشيرًا إلى جثة طفلة "لم تصب بشظايا، قتلت من شدة الانفجار"، ويتساءل وهو يتفقد جثث الشهداء: "ما ذنب هؤلاء الأطفال؟ تحولوا إلى أشلاء، إنهم لا ينتمون لأي تنظيم عسكري".

استشهد الأطفال في منزل عائلة علوش قبل تناولهم إفطار الصباح-غيتي
استشهد الأطفال في منزل عائلة علوش قبل تناولهم إفطار الصباح-غيتي

من حوله يزيل المتطوعون الركام بأيديهم فيما تظهر لعبة قماشية بين الحجارة.

وقد لف السكان الجثث بأغطية بعضها بالية، ووضعت على الأرض بجانب المنزل المدمر، قبل أن تنقل إلى مستشفيي كمال عدوان في مخيم جباليا، والمعمداني في وسط مدينة غزة.

ويقول محمد البرش من سكان جباليا: "كان في بيت الحاج علي علوش أكثر من 45 شخصًا غالبيتهم من الأطفال  والنساء"، ويضيف: "هذا هو بنك الأهداف الذي يعتمد عليه العدو الإسرائيلي في استهداف الأطفال و النساء والأبرياء".

ونددت حركة حماس في بيان بـ"مجزرة" جباليا على منزل عائلة علوش "المكتظ بأكثر من 50 من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء منهم نازحون هجرهم الاحتلال قسريًا من مخيم جباليا".

وأشار الدفاع المدني الفلسطيني الأحد إلى وقوع غارة إسرائيلية أخرى في حي الصبرة في مدينة غزة في شمال القطاع أيضًا، أسفرت عن خمسة شهداء ومفقودين.

وكان تقرير صادر الجمعة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان، أفاد بأن النساء والأطفال يشكلون "قرابة 70%" من شهداء الحرب الذين تحققت الهيئة الدولية من استشهادهم في الفترة بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وأبريل/ نيسان 2024.

وأفادت الأمم المتحدة بأن التقرير يوضح "العبء الأكبر الذي يتحمله المدنيون جراء الهجمات"، بما في ذلك "الحصار الكامل" الذي فرضته القوات الإسرائيلية على غزة في بداية الحرب.

وأضافت: "أدت هذه الممارسات من قبل القوات الإسرائيلية إلى مستويات غير مسبوقة من القتل والموت والإصابات والجوع والمرض والأوبئة".

تابع القراءة
المصادر:
أ.ف.ب
تغطية خاصة