قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده مستعدة لحل الخلافات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي، لكنها لن ترضخ للضغوط، في الوقت الذي تسعى فيه الدول الأوروبية إلى حل دبلوماسي قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وكتب عراقجي على موقع إكس، بعد محادثاته مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي: "الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي/الترويكا الأوروبية"، في إشارة إلى الثلاثي الأوروبي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الذي يمثل الغرب جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة في المحادثات النووية.
وقال مراسل التلفزيون العربي في طهران حازم كلاس، إن زيارة غروسي إلى طهران تكتسب أهمية استثنائية، فهي تأتي قبل أقل من أسبوع على اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقبل تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الحكم في البيت الأبيض.
وأضاف أن زيارة غروسي تأتي أيضًا في ظل تهديدات إسرائيلية باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، ومع تزايد الدعوات داخل إيران نفسها بتغيير العقيدة النووية للبلاد.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية عن وزير الخارجية عباس عراقجي استعداد بلاده للتفاوض على أساس "مصلحتنا الوطنية وحقوقنا التي لا يمكن التنازل عنها، لكننا غير مستعدين للتفاوض تحت الضغط والترهيب.. أتمنى أن يتبنى الجانب الآخر سياسة عقلانية".
وقال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز: إن طهران سترسل رسالة إلى القوى الأوروبية الثلاث عبر غروسي بشأن جدية طهران لحل الأزمة المتعلقة ببرنامجها النووي، مع التأكيد أن أي ضغط على طهران سيكون له تأثير عكسي.
وذكر دبلوماسيون أمس الأربعاء، أن القوى الأوروبية الثلاث (الترويكا) تسعى إلى استصدار قرار جديد ضد إيران من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، للضغط على طهران بشأن ما تعتبره ضعف تعاونها.
وتعقّد عودة ترمب إلى منصبه رئيسًا للولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني المقبل، المفاوضات الدبلوماسية في الملف النووي مع إيران، والتي توقفت في عهد إدارة جو بايدن المنتهية ولايته بعد أشهر من المحادثات غير المباشرة.
وخلال فترة ولاية ترمب السابقة، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية، والذي كان يقيد أنشطة إيران النووية في مقابل إلغاء عقوبات دولية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان ترمب سيواصل سياسة ممارسة "أقصى درجات الضغط" على إيران، عندما يتولى منصبه.
زيادة تخصيب اليورانيوم
وتوترت العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب عدة قضايا قديمة تشمل قيام إيران بمنع خبراء تخصيب تابعين للوكالة من دخول البلاد، وعدم تفسيرها لوجود آثار يورانيوم عثُر عليها في مواقع لم تعلن عنها.
وقالت الوكالة في أغسطس/ آب الماضي: إن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب مستمر، وإنها لم تحسن التعاون معها رغم القرار الذي أصدره مجلس محافظي الوكالة في يونيو/ حزيران.
وقال غروسي، الذي يسعى منذ أشهر إلى تحقيق تقدم مع طهران بشأن نشاطها النووي سريع التقدم: "عمليات التفتيش ليست إلا فصلًا واحدًا من تعاوننا، ولا يمكن مناقشتها".
وتخصّب طهران اليورانيوم حاليًا بدرجة نقاء تصل إلى 60%، وهو ما يقترب من نسبة 90% المطلوبة لتصنيع قنبلة ذرية. وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة.
اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وقال رئيس الوكالة النووية الإيرانية محمد إسلامي إن اجتماعه مع غروسي كان "بناء"، لكنه حذر من أن طهران سترد فورًا على أي قرار يصدره اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدها الأسبوع المقبل.
وأشار مسؤول إيراني كبير أمس، إلى أن رد فعل طهران قد يكون الحد من التعاون الدبلوماسي والفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحثّ غروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع إسلامي بثه التلفزيون الإيراني، على اتخاذ خطوات لحل ما تبقى من قضايا.
وقال: "يمكننا هنا اتخاذ خطوات ملموسة من شأنها أن تظهر بوضوح للولايات المتحدة والمجتمع الدولي، أننا قادرون على تفسير الأمور والمضي قدمًا بحلول ملموسة".
ومن المقرر أن يزور رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محطة نطنز النووية الإيرانية ومنشأة فوردو المحفورة في جبل.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الثلاثاء الماضي، إن إيران لن تستطيع تجاهل عدوها اللدود الولايات المتحدة، وعليها أن "تتعامل مع أعدائها بصبر".