شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، غارات جوية جديدة على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد إنذار إسرائيلي جديد.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن "العدو نفذ غارة عنيفة جدًا على منطقة حارة حريك". وكان جيش الاحتلال قد نشر "خرائط للمباني المحددة" في حارة حريك، وزعم في إنذاره الجديد للسكان أنهم "قريبون من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله".
واستُشهد 5 أشخاص من عائلة واحدة، مساء أمس الجمعة، جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في بلدة عين قانا بمنطقة إقليم التفاح جنوبي لبنان، حيث يواصل جيش الاحتلال تكثيف هجماته الجوية على البلدات والقرى الجنوبية.
وقالت الوكالة الوطنية الرسمية: إن رجلًا وزوجته وأطفالهم الثلاثة قضوا جراء غارة استهدفت المنزل في عين قانا، بعد سلسلة غارات تركزت على قرى عدة في الجنوب، لا سيما بلدات حومين التحتا، وبنعفول، وإركي، وتفاحتا، وعنقون، وقبريخا، ووادي الحجير، كما أغارت الطائرات الحربية على بلدة خربة سلم.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن "حصيلة الغارات على قضاء صور بلغت 6 شهداء و32 جريحًا، بينهم 3 في الغارة على المساكن الشعبية في مدينة صور، واثنان في غارة على قانا، وشهيد واحد في غارة على المنصوري".
الجنوب تحت النار
وقالت الوزارة مساء أمس: إن حصيلة العدوان الإسرائيلي على لبنان، بلغت حتى حينه 3445 شهيدًا و14599 جريحًا، فيما واصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته ليل أمس وحتى صباح اليوم، حيث استهدف مجددًا مدخل بعلبك الجنوبي شرقي لبنان، ومرتفعات بلدة جنتا، وأطراف بلدة الخضر، ومحيط حي الزهراء الواقع في قضاء زحلة شرقًا، كما عاودت الطائرات شن هجمات على مدينة النبطية الفوقا.
ويأتي تركيز الهجمات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع، بعد تكثيف لتلك الضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تتعمد الطائرات الإسرائيلية تدمير المباني الفارغة من سكانها الذي نزحوا بعد بداية العدوان، بذريعة أنها مراكز نشطة لحزب الله.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوًا بريًا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي عن نزوح نحو مليون و400 ألف نازح لا سيما بعد توسعه في 23 سبتمبر الماضي، وفق بيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الجمعة.
ويوميًا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة، وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية، ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبًا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيمًا صارمًا على معظم الخسائر.
حراك سياسي
ويدرس لبنان مقترحًا أميركيًا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، حيث قال مسؤول لبناني لوكالة فرانس برس رافضًا كشف اسمه: إنّ السفيرة الأميركية ليزا جونسون التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مضيفًا أنّها عرضت "مقترحًا أميركيًا من 13 نقطة".
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح، غير أنّه أوضح أنّه "في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإنّ الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان"، مضيفًا أنّه "سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، وسيبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود".