قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء، إنّ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لن تحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك خلال زيارة مفاجئة إلى محور نتساريم بين شمال قطاع غزة وجنوبه، وسط تصاعد ضغوط أهالي الأسرى للمطالبة بصفقة تبادل لإعادة ذويهم.
وأفادت القناة "13" العبرية أنّ وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار رافقوا نتنياهو في زيارته لمحور نتساريم.
وزعم نتنياهو أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حقّق "نتائج ممتازة نحو الهدف المهم، وهو ألا تحكم حماس القطاع"، مدعيًا أنّ إسرائيل "دمّرت القوة العسكرية للحركة".
وقال إنّ إسرائيل لم تتخلَّ عن مسعى العثور على باقي الأسرى المحتجزين في القطاع، وإنّها تبذل كل ما في وسعها لإعادتهم، مؤكدًا مواصلة القيام بذلك حتى "نصل إلى الجميع، الأحياء منهم والأموات".
وكرّر عرضه بتقديم 5 ملايين دولار لأي شخص في غزة يُسلّم أسيرًا لإسرائيل.
وقال: "من يأتِ لنا بمختطف سيجد طريقًا آمنًا للخروج هو وعائلته. كما سنمنح مكافأة قدرها 5 ملايين دولار عن كل مختطف".
والإثنين، تظاهر أهالي أسرى إسرائيليون في غزة، قبالة منزل نتنياهو في القدس الغربية للمطالبة بالتوصّل لاتفاق تبادل أسرى، وصعّدوا من فعالياتهم بعد اتهام نتنياهو بتجاهل الأسرى في غزة ومواصلة الحرب على القطاع.
وفي هذا الإطار، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الثلاثاء، أنّ نتنياهو رفض طلبًا من فريق التفاوض بتوسيع صلاحياته لتمكينه من التوصّل إلى اتفاق لتبادل أسرى مع حركة "حماس".
ووفقًا لتقارير إعلامية وقادة في المعارضة، يشكو فريق التفاوض الإسرائيلي منذ أشهر من قلة الصلاحيات الممنوحة له من نتنياهو، ما يمنع التوصّل إلى اتفاق عبر المفاوضات.
ويُصرّ نتنياهو على استمرار احتلال ممر نتساريم وسط قطاع غزة ومحور صلاح الدين ومعبر رفح (جنوب)، ورفض وقف الحرب في إطار أي صفقة لتبادل أسرى، بينما تتمسّك "حماس" بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي تمامًا.
الأمم المتحدة تُندّد بالنهب "المنظّم" للمساعدات الإنسانية
وفي سياق منفصل، ندّد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الثلاثاء، بسرقة المساعدات الإنسانية في غزة، معتبرًا أنّ هذه الظاهرة "أصبحت منظّمة ويجب أن تتوقّف"، وذلك بعد أيام قليلة على نهب قافلة مساعدات أممية في القطاع الفلسطيني.
وقال دوجاريك إنّ "هذا الأمر يُعوّق العمليات الإنسانية الحيوية ويُعرّض طواقمنا لمزيد من الخطر. لكنّ عمليات حفظ النظام يجب أن تكون قانونية وضرورية ومتناسبة"، معربًا عن قلقه إزاء عملية نفّذتها "حماس" الإثنين ضد "عصابات لصوص شاحنات المساعدات".
وأوضح أنّ "فكرة سماح القوات الإسرائيلية للناهبين بالإفلات من العقاب أو أنّها لا تفعل ما يكفي لمنعهم، هي بصراحة مقلقة نظرًا إلى مسؤوليات إسرائيل كقوة احتلال في ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بطريقة آمنة".
ودعا "جميع الأطراف المعنية" إلى بذل كل ما في وسعها لإيصال المساعدات بأمان.
والسبت، تعرّضت قافلة تابعة للأمم المتحدة تضمّ 109 شاحنات من المساعدات الغذائية لهجوم من قبل مجهولين بعد دخولها قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، ولم تتمكّن سوى 11 شاحنة من الوصول إلى وجهتها، في "أسوأ" وأكبر عملية نهب في غزة، وفقًا للأمم المتحدة.
والإثنين، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، أنّ 20 شخصًا على الأقل قُتلوا في عملية ضد ناهبي المساعدات، مؤكدة أنّ هذه العملية لن تكون الأخيرة.