دعا مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات يانيز لينارسيتش المانحين الدوليين الثلاثاء إلى تمويل "الأونروا" بعدما خلص تقرير إلى أن إسرائيل لم تقدّم أدلة على أن مئات من موظفي الوكالة أعضاء في مجموعات "إرهابية".
ورحّب لينارسيتش بالتقرير "لتأكيده على العدد الكبير من أنظمة الامتثال المفروضة في الوكالة والتوصيات بتحسينها". وكتب على "إكس": "أدعو المانحين لدعم "الأونروا" (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) التي تمثّل شريان حياة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين".
وفي تقريرها المنتظر الذي صدر الإثنين، أفادت مجموعة مستقلة تجري مراجعة بشأن "الأونروا" أنها خلصت إلى "مشاكل متعلقة بالحياد"، لكن دراسة تقودها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا أشارت إلى أن "إسرائيل لم تقدّم بعد أدلة تدعم" اتهامها للأونروا بتوظيف أكثر من 400 "إرهابي".
وجاء تشكيل المجموعة التي تجري المراجعة بعد أن اتهمت إسرائيل في يناير/ كانون الثاني الماضي بعض موظفي "الأونروا" بالمشاركة في عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 التي نفذتها فصائل فلسطينية. وقد دفع هذا الاتهام عدة دول مانحة لتعلّق أو تجمّد تمويلًا قدره حوالي 450 مليون دولار.
ثم استأنفت عدة دول التمويل، بينها السويد وكندا واليابان والاتحاد الأوروبي وفرنسا، في حين لم تقم بلدان أخرى بينها الولايات المتحدة وبريطانيا بذلك.
واشنطن تريد "رؤية تقدم فعلي"
وأعلن متحدث باسم البيت الأبيض الثلاثاء أن الولايات المتحدة تريد "رؤية تقدم فعلي" داخل وكالة "الأونروا" قبل أن تقرر استئناف تمويلها.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "في ما يتصل بتمويلنا للأونروا، لا يزال معلقًا، ينبغي أن نرى تقدمًا فعليًا قبل أن يتغير موقفنا".
وكان الرئيس جو بايدن قد وقّع الشهر الماضي قانونًا يحظر أي تمويل من واشنطن حتى مارس/ آذار 2025.
النروج تحث على استئناف مساعدات "الأونروا"
من جهتها، حثّت النروج التي ترأس "مجموعة البلدان المانحة لفلسطين" الثلاثاء، جميع الدول على استئناف مساعداتها للأونروا.
وقال وزير الخارجية النروجي: "أنا سعيد للغاية لأنّ دولًا مثل أستراليا وكندا وفنلندا وألمانيا وأيسلندا واليابان والسويد، قد تراجعت عن قرارها واستأنفت تمويلها للأونروا". وأضاف إسبن بارث إيدي في بيان: "أود الآن أن أدعو البلدان التي لا تزال تجمّد مساهماتها للأونروا إلى استئناف تمويلها".
وتعدّ النروج واحدة من الدول المانحة الرئيسية القليلة التي قرّرت إبقاء مساعداتها للوكالة على الرغم من اتهامات إسرائيل.
وتهدّد المجاعة قطاع غزة حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤخرًا إن تجميد تمويل الهيئة الإغاثية في غزة في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية حوّل المنطقة إلى "جحيم" على الصعيد الإنساني، في ظل الحاجة الماسة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة إلى الغذاء والماء والمأوى والأدوية.