الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

آفاق "مقلقة للغاية".. الأمم المتحدة تسعى إلى فرض "هدنة" في اليمن

آفاق "مقلقة للغاية".. الأمم المتحدة تسعى إلى فرض "هدنة" في اليمن

شارك القصة

تقرير حول إعلان جماعة الحوثي تعليق هجماتها على السعودية لمدة ثلاثة أيام (الصورة: غيتي)
حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأحد من "آفاق مقلقة للغاية" لليمن، بعد تصعيد كبير بين الحوثيين المقربين من إيران والسعودية التي تدعم الحكومة.

بعد طرح جماعة الحوثي تهدئة من طرفها في اليمن "لثلاثة أيام" لوقف الأعمال القتالية، أكدت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، أنّها تبذل جهودًا حثيثة من أجل تنفيذ هدنة في هذا البلد الفقير، خلال شهر رمضان المبارك، الذي يدخل بعد أقل من أسبوع.

وذكر مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، في تغريدة نشرها عبر حسابه على تويتر، أن المبعوث يستمر في التواصل مع جميع الأطراف، وفي بذل الجهود نحو هدنة خلال شهر رمضان.

وأضاف المكتب الأممي: "يجدد غروندبرغ دعوته إلى وقف التصعيد، ويرحب بكافة الخطوات التي تتخذها الأطراف في هذا الاتجاه"، من دون تفاصيل أخرى.

ويوم أمس كشف رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، غداة سلسلة هجمات استهدفت المملكة، أن الجماعة أعلنت تعليق العمليات الهجومية الميدانية في اليمن لثلاثة أيام بما في ذلك في محافظة مأرب المُنتجة للغاز.

وأضاف المشاط في خطاب أذيع على التلفزيون: "نعلن بشكل أحادي تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير والأعمال العسكرية كافة باتجاه السعودية برًا وبحرًا وجوًا لمدة 3 أيام".

وتأتي مبادرة الحوثيين المدعومين من إيران غداة شنهم 16 هجومًا في أرجاء السعودية بينها هجوم استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو في مدينة جدة، عشية الذكرى السابعة لبدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن لمواجهة الحوثيين.

وشملت الهجمات ضربات بواسطة الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة طالت منشآت حيوية في السعودية في توقيت حساس يشعر فيه العالم بارتباك حول إمدادات النفط الروسي في حال رفضت موسكو وقف حربها ضد أوكرانيا المتواصلة منذ فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.

في المقابل، نفذ التحالف العسكري بقيادة الرياض، أمس السبت، غارات جوية مكثفة على أهداف ومواقع للجماعة في العاصمة صنعاء (شمال) والحديدة (غرب).

يأس وفقر ودمار

في غضون ذلك، حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأحد من "آفاق مقلقة للغاية" بالنسبة لليمن الغارق في الحرب، مشيرًا إلى أنّ البلد الفقير معرّض بالفعل لخطر "النسيان" فيما يستقطب الهجوم الروسي على أوكرانيا اهتمام العالم.

وقال مدير البرنامج أخيم شتاينر لوكالة فرانس برس إنّ "الآفاق مقلقة للغاية في الوقت الحالي لليمنيين". وأضاف: "الحقيقة هي أن اليأس والفقر والدمار وصلت إلى مستوى في اليمن حيث أصبح غالبية السكان، بطريقة أو بأخرى، غير قادرين على إعالة أنفسهم بعد الآن".

وقال شتاينر "بالنظر إلى الواقع الجيوسياسي الأكبر، فإن الخطر يكمن في أنّ اليمن سوف يُنسى جزئيًا، ومن الواضح أن ذلك سيخلق مأساة".

وأودت الحرب بمئات الآلاف بشكل مباشر أو غير مباشر وتركت الملايين على شفا مجاعة في ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.

ومع اعتماد البلاد بشكل شبه كامل على الواردات، تقول منظمات الإغاثة إن الوضع سيزداد سوءًا بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا التي تنتج ما يقرب من ثلث إمدادات القمح اليمني.

"السلام، السلام، السلام"

وفي مؤتمر للمانحين في وقت سابق من الشهر الحالي، سعت الأمم المتحدة للحصول على 4,27 مليارات دولار لمساعدة 17,3 مليون شخصن لكنّها جمعت 1,3 مليار دولار فقط، وسط غياب للمانحين الرئيسين وخصوصًا من منطقة الخليج.

وقال شتاينر إنّ هذا يعني "أن ما سنشهده خلال عام 2022 هو مزيد من التخفيض في المساعدات الإنسانية، وخفض حصص الغذاء، وقدرتنا على سبيل المثال على تدريب المواطنين اليمنيين".

وشدّد على أنّ ما يحتاج اليه اليمن هو "السلام، السلام، السلام"، مضيفًا أن "هذه الحرب (..) لم تحل شيئًا".

وتابع "مناشدتي للقوى الإقليمية (..) هي وقف هذه الحرب وإيجاد طريقة للمصالحة (...) بطريقة لا تتسبب بالأذية للسكان كما هو الحال الآن".

مشاورات في الرياض

ورفض الحوثيون منتصف مارس/ آذار الجاري مبادرة طرحها مجلس التعاون الخليجي لتنظيم حوار للقوى المتحاربة في اليمن تعقد بين 29 مارس و7 نيسان/ أبريل في الرياض بسبب إجرائها "في دول العدوان" في إشارة للسعودية. كما سبق أن رفضوا مبادرة لوقف إطلاق النار طرحتها السعودية العام الماضي.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، قد أعلن الأحد، أنه بحث مع قيادي حوثي ومسؤولين عمانيين، تنفيذ هدنة خلال شهر رمضان في البلاد التي تشهد حربًا منذ نحو 7 سنوات.

وبعد يومين يستضيف مجلس التعاون الخليجي في السعودية، مشاورات للأطراف اليمنية، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وبينما رحبت الرئاسة اليمنية بهذه المشاورات، أعلنت جماعة الحوثي ترحيبها بأي حوار مع دول التحالف، شريطة أن يكون في دولة محايدة غير مشتركة بما سمته "العدوان" على اليمن، ما يعني احتمال غيابها عن المشاورات.

وتسعى المشاورات إلى وضع أوزار الحرب التي يشهدها اليمن منذ أكثر من 7 سنوات، بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

وسبّبت الحرب حتى نهاية 2021، بمقتل 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن 126 مليار دولار، كما فر أكثر من 4 ملايين شخص من منازلهم، من أصل 30 مليون نسمة.

ويواجه أكثر من 23 مليون شخص الجوع أو الأمراض ومخاطر أخرى، بزيادة 13% عن العدد الذي سجل عام 2021، بحسب الأمم المتحدة، كما تشهد البلاد انهيارًا في الخدمات الأساسية والاقتصاد.

وكانت  الأمم المتحدة دعت في مارس/ آذار الجاري إلى تقديم 4,3 مليارات دولار لمساعدة 17 مليون شخص هذا العام في اليمن التي تُعد أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close