الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أجواء حرب في كوسوفو.. التوتر يتصاعد بين الألبان والصرب في الشمال

أجواء حرب في كوسوفو.. التوتر يتصاعد بين الألبان والصرب في الشمال
السبت 30 سبتمبر 2023

شارك القصة

جاء تجدد التوتر بين الصرب والألبان على خلفية فشل الجولة الأخيرة من مباحثات بين مسؤولين كوسوفيين وصرب - غيتي
جاء تجدد التوتر بين الصرب والألبان على خلفية فشل الجولة الأخيرة من مباحثات بين مسؤولين كوسوفيين وصرب - غيتي

من جديد، ظهرت الفجوة بين الصرب والألبان، التي يصعب معها تحقيق سلام دائم في كوسوفو وتحديدًا في شمال البلاد حيث الأغلبية الصربية.

وبدأت الأحداث حين لقي صربي مصرعه على يد الشرطة بعد اشتباك مع مجموعة من الصرب، وقادت إلى سلسلة من الاضطرابات تمثلت في تنفيذ حملة اعتقالات ومداهمات ومصادرةِ كميات سلاح لدى الصرب، تقول الشرطة إنها كفيلةٌ بشن تمرد مسلح دموي، فيما لم تنتهِ التحقيقات بعد من اتهام روسيا بافتعال موجةِ العنف الأخيرة.

الأزمة بين الصرب والألبان في كوسوفو

وانتقدت بلغراد حملة كوسوفو ضد الصرب في الإقليم، واعتبرت التوقيفات "استعراضًا وحشيًا للقوة".

من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة صربيا بحشد قوات مشاة وآلياتٍ مدرعة ومدفعية عند الحدود مع الإقليم، داعية إياها لسحبها ونزع فتيل التوتر.

بدوره، أبدى حلف الناتو استعداده لتعزيز حضور قوة حفظ السلم "كفور" المنتشرة في كوسوفو بهدف ما أسماه "مواجهة الوضع الناشئ".

أما روسيا التي توّجه لها اتهامات بدعم صربيا في مواقفها، اكتفت قبل أيام بالتحذير من أن سياسية رئيس الوزراء الكوسوفي ألبين كورتي تدفع كل منطقة البلقان إلى هاوية خطيرة.

انتقدت بلغراد حملة كوسوفو ضد الصرب في الإقليم واعتبرت التوقيفات استعراضًا وحشيًا للقوة - غيتي
انتقدت بلغراد حملة كوسوفو ضد الصرب في الإقليم واعتبرت التوقيفات استعراضًا وحشيًا للقوة - غيتي

وجاءت الأحداث المتوترة الأخيرة على خلفية فشل الجولة الأخيرة من مباحثات بين مسؤولين كوسوفيين وصرب، وإخفاقهم في تحقيق تحسن في العلاقات بين الطرفين، وهو واقع يسير بالجميع نحو حرب تقطع معها أي فرصة أخرى لتحقيق السلام.

ويبدو أن سخونة الإقليم لم تبرُد حتى بعد مرور أشهر على قرار رئيس الوزراء الكوسوفي ألبين كورتي في مايو/ أيار الماضي، بتعيين أربعة من الألبان على رأس مجالس محلية بعد انتخابات في بلدات تقطنها غالبية صربية، لتنطلق مظاهرات للأقلية الصربية نتج عنها صدامات مع الشرطة وأعمال شغب واسعة.

استفادة روسية من الصراع

في هذا السياق، يرى المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي ووزارة الدفاع البريطانية نيكولاس ويليامز أن "الوضع في كوسوفو بحاجة إلى ضغط دولي مستمر لخفض التوترات".

ويشير ويليامز، في حديث إلى "العربي" من لندن، إلى أنه "لا يوجد أي مؤشر يدل على أن موسكو منخرطة بشكل مباشر في كوسوفو".

ويلفت إلى أن "روسيا تستفيد من المواجهة ومن عودة قوات الناتو إلى البلقان".

ويقول: "في حال زادت قوات الناتو من عديدها، فإن تركيز الحلف سيذهب نحو كوسوفو بعيدًا عن أوكرانيا".

موقف روسيا من الأزمة في كوسوفو

من جهته، يعتبر الباحث السياسي الروسي رولاند بيجاموف أن "الاتهامات الموجهة لروسيا بأنها منخرطة في الصراع مصدرها الإعلام الغربي".

ويشير بيجاموف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، إلى أن "الموقف الروسي يجب أن يكون مصدره وزارة الخارجية التي أعلنت أكثر من مرة أنها تدعم تنفيذ القرارات الدولية في كوسوفو".

ويقول: "لا يد لروسيا في ما يحصل، وهي توجه الاتهام للرئيس الكوسوفي وتعتبر أن منذ وصوله للسلطة عام 2021 توترت العلاقات مع الصرب".

ويضيف: "الحل هو زيادة عناصر الناتو في المنطقة، مع سحب الشرطة الكوسوفية من مناطق الشمال".

مشهد سريالي

بدوره، يعتبر الخبير في شؤون غرب البلقان محمد الأرناؤوط أن "عقب الانتخابات المحلية والبلدية في كوسوفو، بدأت أزمة مزدوجة لدى الصرب والألبان".

ويشير الأرناؤوط، في حديث إلى "العربي" من كوسوفو، إلى أن "المقاطعة الصربية للانتخابات وفوز الألبان في الشمال، جعل الوضع سرياليًا".

ويقول: "الوضع خلق تطورًا دراماتيكيًا لأن الصرب في شمال كوسوفو لم يوافقوا أن يدخل الألبان الفائزون إلى مكاتب رئاسة البلدية".

ويضيف: "ما حصل كان نقطة تحول، إلا أنها هدأت بتدخل دولي، لكن أحداث الأسبوع الماضي أوصلت الأزمة إلى مرحلة جديدة".


تناقش الحلقة المرفقة من "للخبر بقية" طبيعة تصاعد التوتر الذي يسود كوسوفو عقب أحداث الأحد الماضي في شمال البلاد. كما تبحث في كيفية تعامل الناتو والولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة أخرى مع الأزمة، وتسأل عن الأسباب الكامنة وراء تجدد التوتر بين الألبان والصرب ومستقبل جهود التسوية.
المصادر:
العربي
Close