في وقت يسعى فيه التكتّل للضغط عليهما لتخفيف التوتّر، حضّ الاتحاد الأوروبي مجددًا، اليوم الإثنين، زعيمي صربيا وكوسوفو على عقد محادثات ترمي لحلّ الأزمة بين البلدين "من دون شروط مسبقة".
ولم يحصل مسؤول الشؤون الخارجية في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل على ردّ حتّى الآن على دعوته للرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي للاجتماع في بروكسل هذا الأسبوع.
تجدّد التوتر بين صربيا وكوسوفو
وتأتي الوساطة التي تقوم بها بروكسل في ظلّ تجدّد التوتر على خلفية اعتقال صربيا ثلاثة عناصر من شرطة كوسوفو.
وأجج توقيف صربيا ثلاثة من رجال شرطة كوسوفو الأربعاء حدة التوترات، وعقب ذلك اتهم كورتي بلغراد بخطف رجال الشرطة الثلاثة.
وفي رد فعل على الواقعة، أصدرت بريشتينا قرارًا يحظر بمفعول فوري دخول السيارات التي تحمل لوحات تسجيل صربية إلى أراضي كوسوفو.
من جانبه، اتهم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيش، كورتي بأنه "يرغب في إثارة الحرب".
وأفاد فوتشيتش بأنّ "لا فائدة" من محادثات الأحد مع كورتي إلى أن يتمّ تحقيق مطالب الصرب، لكنّه لم يستبعد الحضور.
وقال كورتي إنّه ينتظر حصول ممثلي كوسوفو على إمكانية الوصول إلى عناصر الشرطة المعتقلين قبل الموافقة.
وأوضح الناطق باسم مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو أنّه "لم يتم بعد تحديد موعد للاجتماع لأنّ الطرفين لم يؤكدا حضورهما بعد".
تصعيد متبادل بين #صربيا و #كوسوفو والاتحاد الأوروبي يهدد حكومة #بريشتينا بـ "عواقب سياسية" 👇 تقرير: ساهر عريبي pic.twitter.com/t0cqQl61F0
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 15, 2023
وتابع: "نتوقع منهما تبنّي موقف منطقي والقدوم إلى بروكسل والقيام بالجهود اللازمة لخفض التصعيد ومن هنا، سنمضي قدمًا بناءً على انعقاد الاجتماع من عدمه وعلى سير الأمور".
وأفاد ستانو بأنّ الاتحاد ينتظر من الزعيمين "القدوم من دون شروط مسبقة"، مشيرًا إلى اجتماعين مقبلين ستناقش دول الاتحاد الأوروبي خلالهما إجراءات بحقّ الجانبين ما لم يتعاونا.
ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الرئيس الصربي ورئيس وزراء كوسوفو الأسبوع الجاري إلى بروكسل لمحاولة تخفيف التوترات بين بلغراد وبريشتينا، حسبما أعلن المتحدث باسمه بيتر ستانو الجمعة الماضية.
استئناف "فوري" للمحادثات
وكان رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي دعا إلى استئناف "فوري" للمحادثات مع صربيا برعاية الاتحاد الأوروبي بعد تقديمه خطة من خمس نقاط لمحاولة خفض التصعيد بين الطرفين، تشمل إجراء انتخابات جديدة في أربع بلديات في شمال البلاد.
وتأتي هذه الدعوة بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين إثر انتخابات متنازع عليها في شمال كوسوفو ذات الغالبية الصربية.
وأدّت أعمال شغب قام بها أشخاص من العرقية الصربية في شمال كوسوفو إلى إصابة 30 عنصرًا من قوات حفظ السلام التابعة للناتو بجروح في أواخر مايو/ أيار.
وتصاعد التوتر بين بلغراد وبريشتينا منذ تنصيب رؤساء بلديات ألبان في مايو في أربع مدن في شمال كوسوفو تقطنها غالبية صربية.
وكان أعضاء مجلس المدينة هؤلاء قد انتُخبوا في أبريل/ نيسان الماضي، خلال الانتخابات البلدية التي قاطعها صرب كوسوفو.
وهدّد الاتحاد الأوروبي كوسوفو بعواقب سياسية تشمل تعليق الزيارات عالية المستوى والتعاون المالي ما لم تتراجع عن الانتخابات.
وما زال التوتر بين كوسوفو وصربيا قائمًا منذ اندلاع الحرب أواخر التسعينيات التي دفعت الناتو للتدخل ضدّ بلغراد. وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008، لكنّ بلغراد رفضت الاعتراف بها.
وما زال الصرب في كوسوفو موالين إلى حدّ كبير لبلغراد، خصوصًا في الشمال حيث يشكّلون الأغلبية ويرفضون كل خطوة تقوم بها بريشتينا لتعزيز هيمنتها على المنطقة.
ولطالما اعتبرت صربيا أنّ كوسوفو تحمل قيمة روحية وتاريخية بالنسبة لها علمًا بأنّها كانت مسرحًا لمعارك فاصلة على مرّ القرون. وما زال الإقليم الصربي السابق يضمّ عددًا من أهم الأديرة التابعة للكنيسة الصربية الأرثوذكسية.