بعد حوالي أسبوع واحد فقط من استحواذ الملياردير إيلون ماسك على تويتر، قامت الشركة بتسريح نصف قوتها العاملة، تاركةً الموظفين المصدومين ينشرون قصص التسريح الجماعي الذي ساده الفوضى والارتباك.
بدأ الأمر عقب ساعات من إتمام ماسك صفقة الاستحواذ على منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة مقابل 44 مليار دولار في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث تم فصل كبار المسؤولين التنفيذيين فور وصول الملياردير الأميركي إلى مقر الشركة الرئيسي في سان فرانسيسكو.
يتقدم هؤلاء الرئيس التنفيذي لتويتر باراغ أغراوال، والمدير المالي نيد سيغال ورئيسة الشؤون القانونية والسياسات فيغايا جادي، وكان ماسك قد سبق واتهمهم بشكل مباشر بتضليله وتضليل مستثمري تويتر بشأن عدد الحسابات المزيفة.
طرد خلال اجتماع عمل
لكن عملية التسريح الشاملة لموظفي الشركة بدأت أمس الجمعة، بعد أن أبلغت إدارة تويتر الجديدة الموظفين عبر البريد الإلكتروني يوم الخميس الفائت، أن بعضهم سيفقدون وظائفهم "فجأة" في اليوم التالي.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام أميركية، علم بعض الموظفين أنه تم الاستغناء عنهم ليس من خلال مديرهم أو قسم الموارد البشرية، ولكن بعد تعطيل حساباتهم في أنظمة تويتر الداخلية أو منعهم من الولوج إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالعمل، دون أي إشعار أو تفسير.
في التفاصيل، قالت ثلاثة مصادر مطلعة لصحيفة "نيويورك تايمز": إن موظفًا واحدًا على الأقل في تويتر تم طرده من نظام الشركة الداخلي في أثناء مشاركته باجتماع عمل افتراضي.
فقد كانت مجموعة من الموظفين بقيادة مديرة المشروع إستر كروفورد، تناقش بعض التحديثات الجديدة في الموقع عندما تم تسجيل خروج شخص واحد من المكالمة بدون مقدمات، بعد أن تم تعطيل حساب العمل الخاص به.
تعطيل حسابات الموظفين
وتتالت الانتقادات لماسك بشأن طريقة تسريح الموظفين، حيث رفع العديد من موظفي تويتر السابقين دعوى قضائية يوم الخميس في كاليفورنيا، يتهمون فيها الإدارة بانتهاك قانون فيدرالي يلزم الشركات التي تضم 100 موظف أو أكثر بتقديم إشعار تسريح جماعي قبل 60 يومًا.
بدورها، كشفت راشيل بون، الموظفة السابقة في تويتر والحامل بشهرها الثامن، إنها فقدت القدرة على الولوج إلى الحاسوب الخاص بالعمل ليل الخميس، بعد ساعات من إعلان ماسك عن تسريح عمال.
فيما قال كريس يون، موظف سابق آخر في تويتر، إنه لم يتمكن أيضًا بشكل مفاجئ من تشغيل الكمبيوتر المحمول الخاص بالعمل، أو تسجيل الدخول إلى حسابه بالبريد الإلكتروني الخاص بالعمل حوالي الساعة 3 فجر أمس الجمعة.
تبرير ماسك
في المقابل، برّر إيلون ماسك عمليات التسريح العشوائية هذه من خلال تغريدة له، زعم فيها أن الشركة "ليس لديها خيار" لأنها تخسر أكثر من 4 ملايين دولار في اليوم.
وأضاف المدير التنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، أنه عُرض على جميع الموظفين المطرودين مكافأة نهاية الخدمة لمدة ثلاثة أشهر.
في السياق، كان رئيس مركز الأمن الرقمي والذكاء الاصطناعي في جامعة شرقي لندن أمين النمرات قد لفت في حديث مع "العربي" إلى أن هذا الإجراء كان متوقعًا، لا سيما وأن الملياردير الأميركي يريد أن ينافس أو يطمح إلى هامش الأرباح الذي يتم تحقيقه من قبل منصات مماثلة "كسناب شات" أو "ميتا".
وأضاف النمرات من لندن، إلا أن إستراتيجية ماسك تأتي على ضوء تحقيق تويتر أرباحًا ضئيلة من الإعلانات مقابل تكاليف شهرية تقدر بنحو 1,5 مليار دولار.