الجمعة 13 Sep / September 2024

أزمة أوكرانيا.. موسكو ترحب بدعوة بايدن والناتو يشكك بسحب القوات

أزمة أوكرانيا.. موسكو ترحب بدعوة بايدن والناتو يشكك بسحب القوات

شارك القصة

تقرير يلقي الضوء على خطوات موسكو الأخيرة في إدارة الصراع مع أوكرانيا (الصورة: غيتي)
وصفت روسيا تصريحات الرئيس الأميركي بـ"البادرة الإيجابية"، فيما شكك الناتو بسحب موسكو بعض قواتها من الحدود وسط تحذير أوروبي طال الغاز الروسي.

أعلن الكرملين، اليوم الأربعاء، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يؤيد" المفاوضات والدبلوماسية فيما يتعلق بالتوتر الحاصل حاليًا بشأن الأزمة الأوكرانية.

كما وصف الكرملين استعداد الرئيس الأميركي جو بايدن للحوار بـ"البادرة الإيجابية"، نافيًا مسؤولية روسيا عن هجوم إلكتروني ضخم تعرضت له مواقع رسمية أوكرانية.

وفيما أعلنت موسكو سحب جزء من قواتها من الحدود مع جارتها، تعهد بايدن، أمس الثلاثاء، بالدفع من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة، لكنه حذر من أنّ هجومًا روسيًا "لا يزال ممكنًا جدًا" ضد كييف.

وفي التفاصيل، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "إنه أمر إيجابي أن يشير الرئيس الأميركي أيضًا إلى استعداده بدء مفاوضات جدية".

وكان بايدن قد قال في تصريحات أذاعها التلفزيون من البيت الأبيض أمس الثلاثاء: "إلى مواطني روسيا: أنتم لستم أعداءنا، ولا أعتقد أنكم تريدون حربًا دموية مدمرة على أوكرانيا".

صعب جدًا

وعلى الرغم من ترحيب الكرملين بمناشدة بايدن المباشرة للمواطنين الروس، قال بيسكوف إنه سيكون من الأفضل لو حث الشعب الأوكراني على التوقف عن إطلاق النار على بعضهم البعض.

وتصف موسكو الصراع في شرق أوكرانيا بأنه "حرب أهلية"، لكن أوكرانيا والغرب يقولان إنّ روسيا تساعد الانفصاليين بقواتها البرية وهو ما تنفيه موسكو.

واعتبر بيسكوف أن هذه المفاوضات "صعبة جدًا". بالنسبة إلى روسيا، يجب أن تؤدي المحادثات إلى إعادة بناء هندسة الأمن الأوروبي المنبثق عن الحرب الباردة. وقال: "سيكون ذلك صعبًا جدًا، يتطلب الأمر الكثير من المرونة من الجانبين والإرادة السياسية".

وأعلنت روسيا، اليوم انتهاء مناورات عسكرية وسحب جزء من قواتها من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014.

هجوم إلكتروني

وفي سياق متصل، نفى بيسكوف مسؤولية الكرملين عن هجوم إلكتروني استهدف مواقع وزارة الدفاع الأوكرانية وقواتها المسلحة ومصرفين حكوميين. وقال بعدما أشارت كييف إلى احتمال أن يكون الهجوم من جانب روسيا: "كما هو متوقع، تواصل أوكرانيا تحميل روسيا مسؤولية كل شيء. لا علاقة لروسيا بأي هجمات لحجب الخدمة".

وكانت السلطات الأوكرانية قد أعلنت مساء أمس عن تعرّض العديد من المواقع العسكرية الأوكرانية الرسمية ومصرف الادخار الحكومي "أوشاد بنك" ومصرف "بريفات24" لهجوم إلكتروني.

في المقابل، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم الأربعاء، أنه لا إشارات إلى خفض التصعيد "حتى الآن" وروسيا تستمر بحشد قوات قرب أوكرانيا رغم إعلانها سحب جنود لها من الحدود.

الأفعال والأقوال

وقال ستولتنبرغ في مستهلّ اجتماع وزراء الدفاع في الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل: "لم نرَ أي خفض للتصعيد على الأرض. على العكس يبدو أن روسيا تواصل تعزيز وجودها العسكري، لا يزال بإمكان روسيا اقتحام أوكرانيا بدون سابق إنذار، الإمكانات جاهزة"، إضافة إلى أكثر من مئة ألف جندي.

وأضاف: "سمعنا إشارات من موسكو حول استعدادها مواصلة الجهود الدبلوماسية، ونحن مستعدّون للمناقشة. لكن على روسيا أن تقرن الأفعال بالأقوال، سحب قواتها وتهدئة التوترات".

وصرّح: "نتابع عن كثب ما تفعله روسيا. لاحظنا وصول قوات ومعدّات ثقيلة، ثمّ انسحاب قوات، لكن المعدات والإمكانات لا تزال في مكانها".

وختم بالقول: "نريد أن نرى انسحابًا حقيقيًا، مستدامًا، ليس فقط تحرّكًا مستمرًّا للقوات. نحن مستعدّون لنجتمع مع روسيا، لكنّنا نستعدّ للأسوأ".

الغاز الروسي

من ناحية أخرى، حض الاتحاد الأوروبي روسيا، اليوم الأربعاء، على "اتخاذ إجراءات ملموسة" تظهر تراجع التصعيد بشأن أوكرانيا، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يخشى من احتمال أن توقف روسيا إمدادات الغاز.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمام البرلمان الأوروبي المنعقد في ستراسبورغ: "نحض روسيا على اتخاذ إجراءات ملموسة باتجاه خفض التصعيد لأن هذا هو شرط قيام حوار سياسي صادق. لا يمكننا اعتماد الدبلوماسية إلى ما لا نهاية، بينما الجانب الآخر يحشد قوات".

من جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن "طريق التعاون بيننا وبين روسيا لا زال ممكنًا" لكنها شددت على ضرورة "البقاء متيقظين"، محذرة موسكو من أن الاتحاد الأوروبي قادر على الاستغناء عن الغاز الروسي هذا الشتاء في حال اتخذت روسيا قرارًا بخفض الإمدادات أو وقفها.

وتفيد أحدث بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي "يوروستات" بأن روسيا تؤمن أكثر من 40% من واردات الاتحاد الأوروبي السنوية من الغاز الطبيعي.

واعتبر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في ستراسبروغ أيضًا أن التكتل الأوروبي "مستعد للمشاركة في المباحثات" مع روسيا من جهة و"التحضير للرد" مع فرض عقوبات من جهة أخرى.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close