أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، اليوم الأحد، أنه اتفق على عقد جديد مدته ثلاث سنوات لتوريد شحنات غاز روسية بأسعار مخفضة، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
فقد وصف فوتشيتش للصحافيين العقد بأنه "أفضل صفقة في أوروبا على الاطلاق"، مؤكّدًا في الوقت عينه أنه لا يستطيع التحدث عن السعر الآن، وكل التفاصيل "سيتم الاتفاق عليها مع غازبروم".
كما شرح الرئيس الصربي بأنه اتفق مع بوتين على أن يكون سعر الغاز مرتبطًا بسعر النفط، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وأضاف فوتشيتش، وهو أقرب حليف لبوتين في أوروبا، أنه ناقش مع الرئيس الروسي توسيع مساحة تخزين الغاز في الدولة الواقعة بمنطقة البلقان.
يأتي هذا الإعلان، قبل يومين من انتهاء عقد لتوريد الغاز مدته عشر سنوات بين صربيا و"غازبروم".
صربيا تغرّد خارج السرب الأوروبي
ورغم أنها مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ظلت صربيا مقربة من الكرملين منذ الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، على الرغم من إدانتها الحرب في الأمم المتحدة.
ففي الآونة الأخيرة تعرضت صربيا، لضغوط من الدول الغربية لتعديل سياستها الخارجية بما يتفق مع سياسة التكتل، منها فرض عقوبات على روسيا، إلا أنها رفضت الانضمام إلى العقوبات الأوروبية ضد موسكو التي تواصل إمدادها بالغاز بأسعار تفضيلية.
وعام 2008، وضعت صربيا قطاعي الغاز والنفط بها في أيدي الشركات الروسية التي تستحوذ على حصة الأغلبية في شركة النفط الوحيدة في البلاد وكذلك في منشأة تخزين الغاز الوحيدة بها، ليأتي هذا الاتفاق مع هذا الاتفاق الجديد، ويؤكد مجددًا اعتماد صربيا الكامل على روسيا في قطاع الطاقة.
يذكر أنه في الوقت الذي يتباهى به الرئيس الصربي أن بلاده "سيكون لديها شتاء أكثر أمنًا من حيث إمدادات الغاز"، تحاول القارة العجوز البحث عن السبل الكفيلة لإيجاد بدائل عن الغاز الروسي، إلا أن زيادة إمدادات الغاز بالكمية المطلوبة مسألة معقدة، وإن وجدت فستكون مكلفة.
في هذا الخصوص قال فوتشيتش للصحافيين إنّ الفاتورة في صربيا "أقل بثلاث مرات تقريبًا مما هي عليه في أي مكان في أوروبا، وهذا الشتاء ستكون أقل بـ 10 إلى 12 مرة"، وفق قوله.
وتتلقى صربيا حاليًا 6 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا من شركة "غازبروم" الروسية بسعر 251 يورو لكل ألف متر مكعب.
موسكو "تعاقب" الدول غير الصديقة
في المقابل، أوقفت موسكو مؤخرًا إمداداتها إلى فنلندا، بعدما رفضت هلنسكي الدفع بالروبل إلى مجموعة "غازبروم" التي قطعت أيضًا كلّ صادراتها من الغاز إلى بلغاريا وبولندا للسبب عينه.
وفي حديث له مع "العربي" بهذا الصدد، وصف الصحافي الاقتصادي خالد أبو شقرا مواجهة روسيا والاتحاد الأوروبي بمعركة "عض الأصابع"، مشيرًا إلى أن أوروبا تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز والروسيين بنسبة تتراوح من 40% إلى 46%، في حين تكمن مصلحة موسكو في تصدير غازها والمشتقات النفطية إلى أوروبا.